8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
اخبار عامة / أقلام الباحثين
05:44 AM | 2024-03-20 835
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

تأملات رمضانية

د. علي حسين يوسف
1. الخلاصُ الإلهيُّ، رحلةٌ نحو الوجود
قال اللهُ سبحانه وتعالى: "وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِله إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" تتضمّن الآية أكثر من ثنائيّة توافقيّة أو جدليّة، فهي أوّلاً تعكس حالة من الوجود والغياب، حيث كان يونس ع مغيّباً في البحر لكنّه كان حاضراً بروحه ودعائه لله. هذا يشير إلى الوجود والعدم، وكيفية تناوبهما على الإنسان وتجربته.
وعندما توجّه يونس بدعائه لله في الظلمات، برز العقل كأداة للبحث عن الحقيقة والوحدانيّة. وهذا يعكس الجانب الفلسفي للإيمان وكيفيّة توجيه العقل نحو الحقّ والوجود الإلهي.
وحين أدرك يونس عليه السلام تسرعه ونسيانه لرحمة الرب ساعة الخوف، تجلّى حينها الصّراع بين الخطيئة والتوبة، وكيف يمكن للإنسان أن يتجاوز أخطاءه ويسعى نحو الخلاص والنّجاة.
وحينما كان في حالة من العزلة في بطن الحوت، لم يفقد الأمل بالله وبخلاصه. وقد انعكست العلاقة بين الإنسان والعالم الخارجيّ، وكيف يمكن للإنسان أن يحافظ على الرّوح المتأمّلة والتّفاؤل حتّى في أصعب الظروف.
وهنا نجد بعداً روحانيّاً عميقاً يمكن استكشافه لفهم الخلاص الإلهيّ وتأثيره على الإنسان والوجود بشكلٍ عام.

2. النعمة الداخلية
قال تعالى:(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) 
للوصول إلى جمال الرّوح والنّعمة الدّاخليّة، ينبغي التوجه نحو الدّاخل، إلى عالم الذات والروح، حيث تنبع الحكمة والسلام الداخلي. ففي عالم مليء بالضّجيج والتّشتت، يكمن السرُّ في قدرتنا على الهدوء والتأمل، لاكتشاف عمق الذات وجمالها الحقيقي.
قد يكون من السهل الاهتمام بالجسد والعقل، من خلال زيارة أطباء التجميل والتعلم في الجامعات، ولكنّ الاهتمام بالنعمة الداخلية يتطلّب جهداً أعمق وأكثر تركيزاً. إنّها رحلة داخليّة، تتطلّب التفكير العميق والتأمّل في عمق الذات.
المؤمنون والحكماء قد يقدّمون لنا الإشارات والتوجيهات، لكنّ الرحلة إلى الدّاخل تبقى رحلة شخصيّة. فكل فرد لديه قصته ومساره الخاص، ومن الضروري عليه أن يسافر في هذا الطّريق بنفسه، ويكتشف عالمه الداخلي الفريد.
التأمل هو السبيل الوحيد لتحقيق النعمة الداخليّة والجمال الروحيّ. عندما نسترخي في لحظات التأمّل، نعبّر عن أعماقنا ونتواصل مع جوهر الوجود. تصبح الحياة مليئة بالنّعمة والجمال عندما نبحر في عوالمنا الداخليّة، وكلّ ما نلمسه يتحوّل إلى ذهب، حيث يتجلّى أمامنا عالم جديد من الفهم والتقدير.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp