8:10:45
حضور فاعل لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في معرض فني يوثق قيم زيارة الأربعين ندوة إلكترونية ... (النهضة الحسينية.....وابعادها الاجتماعية) مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر كتاباً يوثق ظاهرة الطلاق في ظل كثافة معدلات الزواج استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث الجار قبل الدار ... محمد جواد الدمستاني "فان فلوتن"... المستشرق الهولندي الذي حاول قراءة التشيّع من نوافذ بني أميّة "شهادات إنسانية"... وثيقة إنسانية نابضة من قلب كربلاء إلى ضمير العالم اعلان وظائف شاغرة مقتطفات من خطبة الجمعة لسماحة الشيخ الكربلائي الحفاظ على الهوية الاخلاقية للمجتمع 28 ذي 1440هـ رحالة برتغالي يروي من قلب كربلاء: بلد الزوّار والعرب وطيبة المناخ وماء الفرات المركز يقيم ندوة تحـــت عنوان "أثر العمل فـي تعزيـــز الوعي المجتمعي و مكافحـــة الأفكار المتطرفـة" عبر ندوة إلكترونية متخصصة... مركز كربلاء يسلّط الضوء على "المباهلة" كنموذج لوحدة الأسرة المؤمنة في مواجهة التحريف... "البالغون الفتح في كربلاء" يستخلص الحقيقة عن واقعة الطف حين كانت خندقاً دفاعياً حصيناً... كربلاء كما لم تعرفها من قبل!! بمناسبة حلول شهر محرم الحرام... مركز كربلاء للدراسات والبحوث يتشح بالسواد ويبدأ موسم الأحزان من جدران المختار إلى مشاريع البنى التحتية... التحولات الحضارية لمدينة كربلاء المركز يقيم ندوة علمية بعنوان "المياه في محافظة كربلاء المقدسة المشاكل والحلول" الإقرار بالربوبية ثم الاستقامة ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء للدراسات والبحوث يقيم ندوة حوارية تحت عنوان "أثر العمل في تعزيز الوعي المجتمعي ومكافحة الأفكار المتطرفة" "ملكنا فكان العفو منا سجيةً"... ديوان "حيص بيص" في مكتبة مركز كربلاء
اخبار عامة / أقلام الباحثين
12:13 PM | 2024-08-15 821
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا

محمد جواد الدمستاني

 

تروى عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، قالها لجنادة عندما جاء لعيادته في آخر ساعات حياته الشريفة، و قد أوصى الإمام عليه السلام جنادة بوصايا و منها هذه الوصية، و كذلك و تروى عن الإمام الكاظم عليه السلام، « اِعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً ، وَ اِعْمَلْ لآِخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَداً».

 كم يُروى قريب منها عن الإمام الصادق عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه و آله «فَاعْمَلْ عَمَلَ مَنْ يَرْجُو أَنْ يَمُوتَ هَرِماً، وَ اِحْذَرْ حَذَرَ مَنْ يَتَخَوَّفُ أَنْ يَمُوتَ غَداً».

 

والرواية عنهم عليهم السلام تشير إلى علاقة الإنسان بالدنيا والآخرة، و ضرورة اتّسامها بالتوازن، و عدم الاقتصار على أحدهما و ترك الآخر، أي عدم الركون إلى الدنيا كاملا، و السعي في تحقيق الرغبات فيها فقط مع نسيان الآخرة و القيامة و الثواب العقاب و الجنّة و النار، و كذا عدم الانصراف كاملا لأعمال الآخرة من عبادة و ذكر و طاعات و الإنكفاء التام عن الدّنيا بحيث تتعطل حياته و حياة متعلقيه.

بل العمل في الدّنيا للدّنيا و الآخرة ، قال تعالى «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا»، و في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام «قَالَ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ لِأَصْحَابِهِ: تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَ أَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ، وَ لاَ تَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَ أَنْتُمْ لاَ تُرْزَقُونَ فِيهَا إِلاَّ بِعَمَلٍ».

 

قد ينال الإنسان الدنيا بدون عمل، و رزق العباد و المخلوقات على الله « وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا»، و لكن الآخرة تُنال بالعمل «وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى»، و رحمة الله واسعة، فليكن العمل في الدّنيا للدّنيا والآخرة و ليس لأحدهما فقط.

 

«اِعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً» أي اعمل لحوائج الدّنيا و متطلباتها و السعي للمعيشة و تأمين المسكن، المأكل، الملبس، وتوفير وسائل العيش الكريم، و على الإنسان السعي للكسب الحلال الطيب و المشروع و الاجتهاد في تحصيلها كأنّه يعيش إلى الأبد و لا يموت.

«وَ اِعْمَلْ لآِخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَداً» و العمل للآخرة و تأدية الواجبات الشرعية و الالتزام بالأحكام و الحدود الشرعية، و كل الأعمال و الواجبات التي على الإنسان لله، و هي حقوق الله، و الأعمال التي تتعلق بالنّاس و هي حقوق النّاس، كل هذه يجب تأديتها.

 

و بما الإنسان خطّاء فعليه الشروع بالتوبة فورا دون تأخير، التوبة و أعمالها من الاقرار بالذّنب، والاعتراف بالتقصير والندامة عمّا سلف، والبكاء والتضرّع إلى الله سبحانه و تعالى و طلب المغفرة، و يؤدي بنفسه مافي ذمّته من حقوق الله أو حقوق النّاس و طلب البراءة منهم و لا يتوكل على غيره،  و عليه بالوصية و خاصة إذا  كانت عليه حقوق.

 

و الوصية الأصل ابتدأها الإمام عليه السلام بضرورة الانتباه و اليقظة للحياة الأخرى، بالاستعداد للسفر الأخروي و التزود بمواد السفر و عوامله، و تحصيل الزاد قبل الموت و «خير الزاد التقوى» ، و ضرورة الانتباه إلى التوازن بين حياة الدّنيا و الآخرة و العمل لهما دون أحدهما فقط فأكثر النّاس يطلبون الدّنيا فمنهم من يصيب منها شيئا قليلا أو كثير ، ومنهم لا يحصل منها إلا قليلها، و الموت يطلبهم جميعا حتى يأخذه حقه منهم، و بالوصية في عدم تحميل الإنسان الهمّ الزائد لنفسه، و عدم الحرص و البخل في الدّنيا و تجميع الأموال فما يكسبه الإنسان فوق قوته الذي يأكله فهو خازن له لغيره من الوارث و الحوادث، و أن ينتبه إلى موارد رزقه و مصادر عيشه فإنّ في حلالها حساب و في حرامها عقاب و في الشبهات عتاب، فينزل المؤمن الدّنيا منزلة الميتة فيأخذ منها قدر الضرورة، و أن يكون متوازنا في عمله للدّنيا و الآخرة فيعمل للدّنيا و يعمل للآخرة.

ثم أوصى عليه السلام بالخروج من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة مما يؤدي إلى العزّ و الهيبة ، و أوصى بنوعية الأصدقاء الذي ينبغي مصاحبتهم.

 

و الرواية كاملة رواها في کفایة الأثر ، ص 226 ، و نقله في البحار، ج44 ص 138

« ... عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي مَرَضِهِ اَلَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَسْتٌ يُقْذَفُ عَلَيْهِ اَلدَّمُ وَ يَخْرُجُ كَبِدُهُ قِطْعَةً قِطْعَةً مِنَ اَلسَّمِّ اَلَّذِي أَسْقَاهُ مُعَاوِيَةُ لَعَنَهُ اَللَّهُ فَقُلْتُ يَا مَوْلاَيَ مَا لَكَ لاَ تُعَالِجُ نَفْسَكَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اَللَّهِ بِمَا ذَا أُعَالِجُ اَلْمَوْتَ قُلْتُ إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ  .

ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ وَ اَللَّهِ لَقَدْ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ يَمْلِكُهُ اِثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ مَا مِنَّا إِلاَّ مَسْمُومٌ أَوْ مَقْتُولٌ ثُمَّ رُفِعَتِ اَلطَّسْتُ وَ بَكَى صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ عِظْنِي يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ قَالَ نَعَمْ اِسْتَعِدَّ لِسَفَرِكَ وَ حَصِّلْ زَادَكَ قَبْلَ حُلُولِ أَجَلِكَ وَ اِعْلَمْ أَنَّكَ تَطْلُبُ اَلدُّنْيَا وَ اَلْمَوْتُ يَطْلُبُكَ وَ لاَ تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ اَلَّذِي لَمْ يَأْتِ عَلَى يَوْمِكَ اَلَّذِي أَنْتَ فِيهِ وَ اِعْلَمْ أَنَّكَ لاَ تَكْسِبُ مِنَ اَلْمَالِ شَيْئاً فَوْقَ قُوتِكَ إِلاَّ كُنْتَ فِيهِ خَازِناً لِغَيْرِكَ وَ اِعْلَمْ أَنَّ فِي حَلاَلِهَا حِسَابٌ وَ فِي حَرَامِهَا عِقَابٌ وَ فِي اَلشُّبُهَاتِ عِتَابٌ فَأَنْزِلِ اَلدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ اَلْمَيْتَةِ خُذْ مِنْهَا مَا يَكْفِيكَ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ حَلاَلاً كُنْتَ قَدْ زَهِدْتَ فِيهَا وَ إِنْ كَانَ حَرَاماً لَمْ يَكُنْ فِيهِ وِزْرٌ فَأَخَذْتَ كَمَا أَخَذْتَ مِنَ اَلْمَيْتَةِ وَ إِنْ كَانَ اَلْعِتَابُ فَإِنَّ اَلْعِتَابَ يَسِيرٌ وَ اِعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً وَ اِعْمَلْ لآِخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَداً وَ إِذَا أَرَدْتَ عِزّاً بِلاَ عَشِيرَةٍ وَ هَيْبَةً بِلاَ سُلْطَانٍ فَاخْرُجْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اَللَّهِ إِلَى عِزِّ طَاعَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذَا نَازَعَتْكَ إِلَى صُحْبَةِ اَلرِّجَالِ حَاجَةٌ فَاصْحَبْ مَنْ إِذَا صَحِبْتَهُ زَانَكَ وَ إِذَا خَدَمْتَهُ صَانَكَ وَ إِذَا أَرَدْتَ مِنْهُ مَعُونَةً أَعَانَكَ وَ إِنْ قُلْتَ صَدَّقَ قَوْلَكَ وَ إِنْ صُلْتَ شَدَّ صَوْلَكَ وَ إِنْ مَدَدْتَ يَدَكَ بِفَضْلٍ مَدَّهَا وَ إِنْ بَدَتْ عَنْكَ ثُلْمَةٌ سَدَّهَا وَ إِنْ رَأَى مِنْكَ حَسَنَةً عَدَّهَا وَ إِنْ سَأَلْتَهُ أَعْطَاكَ وَ إِنْ سَكَتَّ عَنْهُ اِبْتَدَأَكَ وَ إِنْ نَزَلَتْ إِحْدَى اَلْمُلِمَّاتِ بِهِ سَاءَكَ مَنْ لاَ تَأْتِيكَ مِنْهُ اَلْبَوَائِقُ وَ لاَ يَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مِنْهُ اَلطَّرَائِقُ وَ لاَ يَخْذُلُكَ عِنْدَ اَلْحَقَائِقِ وَ إِنْ تَنَازَعْتُمَا مُنْقَسِماً آثَرَكَ...».

Facebook Facebook Twitter Whatsapp