8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
اخبار عامة / أقلام الباحثين
02:02 PM | 2025-01-09 514
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الأطفال بين العولمة وحماية القيم الاجتماعية..أسعد كمال الشبلي

كثيرة هي القيم التي يستقيها الطفل من محيطه الأسري والاجتماعي، وفق ما تمليه قواعد الشرع والأخلاق والأعراف السائدة. والطفولة هي المرحلة الحقيقية التي تتم بها تنشئة الفرد وتوجيه سلوكه نحو الخير وتحقيق مصلحة المجتمع، إلاّ أن هذه المرحلة العمرية تواجه اليوم جملة من التحديات من أهمها العولمة والتطورات التكنولوجية الحديثة التي باتت تفتك بالعديد من الأطفال على الرغم من فوائدها في شتى مجالات الحياة.
 ويتجلى تأثير العولمة على الأطفال في العديد من المظاهر، في مقدمتها الألعاب الإلكترونية ومقاطع الفيديو والتواصل الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصة لتغذية الأطفال بأفكار موجهة يتعارض الكثير منها مع قيمنا ومبادئنا الاجتماعية، وما تؤدي إليه من حالة إدمان واستخدام مفرط يقتل الوقت ويجعل من الطفل حبيس الخمول والكسل، في حالة غريبة لا نعلم مدى تراكماتها المستقبلية!
  من المعروف أن هنالك قيم تلتزم بها العائلة العراقية المسلمة، وهي ما تحدد وتقوّم سلوك الأطفال، إلاّ أن تطورات العالم الرقمي والاستخدام المفرط لوسائل السوشيال ميديا أدّى إلى العديد من الحالات الغريبة والدخيلة على أُسرنا ومجتمعنا، فتجد الأسرة العراقية في حالة خرس منزلي تام، بعد أن كانت الألفة وتبادل الكلام والحكايات والقصص وسرد الأحداث اليومية  سائداً في أحاديث المساء وغيرها من أوقات اجتماع الأسرة.
 إن هذه الحالة قد أفقدت العديد من الأسر ترابطها الروحي، فأصبح الأطفال منهمكين في هواتفهم النقالة ومختلف الأجهزة الإلكترونية الأخرى، وأصبح تواصلهم اليومي مع أصدقاء قد يكون الكثير منهم افتراضيين لم يلتقوا بهم في الواقع، وهكذا ينسلخ شعورهم بالانتماء إلى الأسرة والأب والأم والإخوة بشكل تدريجي، وهذا له انعكاسات خطيرة على مشاعرهم التي باتت شبه ميتة تجاه عوائلهم بتأثير العالم الافتراضي!
 ومن الآثار الأخرى للعولمة على الأطفال، والتي تتطلب الوقوف عندها طويلاً ووضع خطط واستراتيجيات لمعالجتها، هي أن العديد من الأطفال يصبحون غير مؤهلين للاندماج في المجتمع، فترى ضعف الشخصية والميل للوحدة والانطوائية، وهو ما أدى إلى إصابة العديد منهم بأعراض مشابهة لمرض (اضطراب طيف التوحد)، والتي أطلق عليها البعض تسمية (التوحد الافتراضي)، وهكذا أصبح العديد من الأطفال اليوم في عزلة عن محيطهم الاجتماعي، ويفتقرون إلى أدنى مهارات التواصل مع الآخرين بشكل واقعي بعيداً عن هوس الهواتف والأجهزة الإلكترونية المختلفة.
 إن كل ما تقدم وغيره من التأثيرات السلبية للعولمة على الأطفال يمثل جرس إنذار للدولة من جهة والمجتمع والأسرة من جهة أخرى، فكيف نصل بهكذا أطفال خاملين كسولين إلى جيل يقود الدولة ومؤسساتها في المستقبل؟ وكيف سيكون شكل مجتمعنا حينما يكبر هؤلاء الأطفال وهم غير مؤهلين للتواصل ولا يعون الشعور بالانتماء إلى مجتمعهم؟ وهل هنالك سياسات حقيقية موضوعة الآن لدراسات ومعالجة هذه الظاهرة الخطيرة؟

Facebook Facebook Twitter Whatsapp