8:10:45
حضور فاعل لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في معرض فني يوثق قيم زيارة الأربعين ندوة إلكترونية ... (النهضة الحسينية.....وابعادها الاجتماعية) مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر كتاباً يوثق ظاهرة الطلاق في ظل كثافة معدلات الزواج استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث الجار قبل الدار ... محمد جواد الدمستاني "فان فلوتن"... المستشرق الهولندي الذي حاول قراءة التشيّع من نوافذ بني أميّة "شهادات إنسانية"... وثيقة إنسانية نابضة من قلب كربلاء إلى ضمير العالم اعلان وظائف شاغرة مقتطفات من خطبة الجمعة لسماحة الشيخ الكربلائي الحفاظ على الهوية الاخلاقية للمجتمع 28 ذي 1440هـ رحالة برتغالي يروي من قلب كربلاء: بلد الزوّار والعرب وطيبة المناخ وماء الفرات المركز يقيم ندوة تحـــت عنوان "أثر العمل فـي تعزيـــز الوعي المجتمعي و مكافحـــة الأفكار المتطرفـة" عبر ندوة إلكترونية متخصصة... مركز كربلاء يسلّط الضوء على "المباهلة" كنموذج لوحدة الأسرة المؤمنة في مواجهة التحريف... "البالغون الفتح في كربلاء" يستخلص الحقيقة عن واقعة الطف حين كانت خندقاً دفاعياً حصيناً... كربلاء كما لم تعرفها من قبل!! بمناسبة حلول شهر محرم الحرام... مركز كربلاء للدراسات والبحوث يتشح بالسواد ويبدأ موسم الأحزان من جدران المختار إلى مشاريع البنى التحتية... التحولات الحضارية لمدينة كربلاء المركز يقيم ندوة علمية بعنوان "المياه في محافظة كربلاء المقدسة المشاكل والحلول" الإقرار بالربوبية ثم الاستقامة ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء للدراسات والبحوث يقيم ندوة حوارية تحت عنوان "أثر العمل في تعزيز الوعي المجتمعي ومكافحة الأفكار المتطرفة" "ملكنا فكان العفو منا سجيةً"... ديوان "حيص بيص" في مكتبة مركز كربلاء
اخبار عامة / أقلام الباحثين
12:56 PM | 2025-05-24 147
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها ... محمد جواد الدمستاني

فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها

(طلب الحاجات من المؤهلين و اجتناب الممسكين)

حكمة 66 – نهج البلاغة

 

فوت الحاجة بمعنى عدم الحصول عليها، وعدم تحققها ، و غير أهلها أي من لا يصلح أن تُطلب الحاجة منه، لصفة أو منقصة فيه من بخل أو حرص أو عدم إدراك و اهتمام، فهو إما أن لا يعطيك الحاجة، أو يعطيك الحاجة مع المنّ و الأذى و التبرم أو التأفف أو حتى الابتزاز.

 

و طبيعة الحياة بين النّاس أن يحتاج بعضهم لبعض، يقترضون من بعضهم، يستدينون، يستعيرون، يتساعدون، يبيعون و يشترون بالسلف أحيانا، و في حالات الضيق و الفقر يسألون بعضهم بعضا لسد حوائجهم.

و هنا يرشد أمير المؤمنين (ع) للذي له حاجة و يريد أن يطلبها من الآخرين أن يتوجه بطلبها إلى من هو أهلٌ لها و من يلبي طلبها، أو يساعد في حلها، و لا يطلبها ممن ليس أهلا لها، فإنّ «فَوْتُ الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا»، نهج البلاغة، حكمة 66

 

و سبب أنّ الفوت أهون من طلب الحاجات إلى غير أهلها ذلك لأنّ في فوتها يسبب ضررا واحدا أو هَمّا و غمّا و حُزنا واحدا، و هو بسبب فوت الحاجة.

بينما طلبها لغير أهلها يسبب عدة أضرار و هموم و غموم فهمّ و ذل الطلب و السؤال، و همّ رفض الحاجة إذا رفضت أو المنّ و الأذى إذا أعطيت بهما، و قد يكون مع ذل و إهانة و استغلال الحاجة، و التأسف و الندم من طلبها، ففوت الحاجة أهون و أحسن و أعزّ و أشرف.

 

و فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها و أما طلبها إلى أهلها فليس كذلك أي ليس أهون من فوتها بل هو مقبول.

وهذه الحالات و الحاجات تتكرر في المجتمعات بصورة يومية و خاصة في المجتمعات الفقيرة أو التي تفتقر المؤسسات الاجتماعية و التكافل الاجتماعي و تفتقد الدعم الأهلي المؤسساتي أو الحكومي حيث يكون النّاس أكثر حاجة لبعضهم البعض، يحتاجون لصغائر الأشياء كما لكبائرها، و من اقتراض البيضة و البصل إلى قروض البيوت و المنازل و حل الأزمات و الكوارث.

و الحكمة و إن كانت عامة في كل مجال قابلة للتطبيق و لكنها تقترب من تطبيقها على الحاجات الضرورية المهمة، و حالات الفقر و العوز أكثر من حالات الرفاه و الرخاء، بل أقرب إلى تلك التي فيها غصة الرفض و حسرة الطلب حين رفضه و مرارة بسبب تبريرات المعتذرين.

 

و روي عن الإمام الصادق (ع) قريب منها و هو قوله «لاَ تَسْأَلْ مَنْ تَخَافُ أَنْ يَمْنَعَكَ»،  أعلام الدین، ص 304. وقد قرنها عليه السلام بأشباهها فقال: «لاَ تُحَدِّثْ مَنْ تَخَافُ أَنْ يُكَذِّبَكَ، وَ لاَ تَسْأَلْ مَنْ تَخَافُ أَنْ يَمْنَعَك،َ وَ لاَ تَثِقْ فِي مَنْ تَخَافُ أَنْ يَغْدِرَ بِكَ»، أعلام الدین، ص 304. فمجرد الخوف و الخشية و احتمال المنع و الإمساك ينبه لعدم السؤال و عدم طلب الحاجة، فضلا عن الصد أو الزجر المتوقع في بعض الحالات و النّاس.

 

و من كلمات أمير المؤمنين عليه السلام في هذا المقام :

«مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُهُ السُّؤَالُ فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُهُ»، نهج البلاغة، حكمة 346، حيث يوجّه السائل إلى خصوص من يحفظ كرامته و يستجيب لطلبته و يحافظ على ماء وجهه و شهامته و عزّته.

و في الغرر «بَذْلُ مَاءِ الْوَجْهِ فِي الطَّلَبِ أَعْظَمُ مِنْ قَدْرِ الْحَاجَةِ وَ إِنْ عَظُمَتْ وَ أُنْجِحَ فِيهَا الطَّلَبُ»،  غُرر الحِكم و دُرر الكلِم، ص 313، و فيها إرشاد إلى حفظ الكرامة و المروءة للإنسان و هي حالة عظيمة ينبغي للمؤمن التمسك بها، و هي أعظم من الحاجة التي يطلبها من الآخرين و إن عظمت و علت و استجيبت من المسؤول، فيسعى إلى أن يتفادى سؤال الآخرين.

 

على أنّ طلب الحاجة ممن يستحقها نعمة له و منافعها و فوائدها تعود إليه أي المسؤول صاحب المعروف و النعمة أو العطاء أكثر مما تعود على السائل و صاحب الحاجة، كما روي عن أمير المؤمنين و الإمام الجواد عليهما السلام قولهما:  «أَهْلُ اَلْمَعْرُوفِ إِلَى اِصْطِنَاعِهِ أَحْوَجُ مِنْ أَهْلِ اَلْحَاجَةِ إِلَيْهِ، لِأَنَّ لَهُمْ أَجْرَهُ وَ فَخْرَهُ وَ ذِكْرَهُ، فَمَهْمَا اِصْطَنَعَ اَلرَّجُلُ مِنْ مَعْرُوفٍ فَإِنَّمَا يَبْدَأُ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَلاَ يَطْلُبَنَّ شُكْرَ مَا صَنَعَ إِلَى نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِهِ» عوالم العلوم، ج23، ص275، بحار الأنوار، ج75، ص79. فالأجر العظيم و الفخر الكبير و الذكر الجميلا إنّما ينحصر في المسؤول المعطي لا السائل الطالب.

 

فالصبر مع الاستطاعة أحسن و أفضل من طلب الحوائج مطلقا، أمّا مع الاضطرار للطلب فإنّها تطلب من أهلها و أصحابها من أهل الكرامة و الشهامة و المروءة المؤهلين للعطاء من أهل الخير و الصلاح، و ممن يستجيب للسائل و يحفظ إنسانيته و كرامته.

 

و في الصلوات الشعبانية المروية عن الإمام زين العابدين عليه السلام و التي تستحب قراءتها في شهر شعبان المعظم في كل يوم وقت الزوال، قال عليه السلام: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،..، وَارْزُقْنِي مُوَاسَاةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ، ،بِمَا وَسَّعْتَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَنَشَرْتَ عَلَيَّ مِنْ عَدْلِكَ، وَأَحْيَيْتَنِي تَحْتَ ظِلِّكَ».

 

المقال يمثل رأي الكاتب وليس بالضرورة ان يمثل رأي المركز

Facebook Facebook Twitter Whatsapp