8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
اخبار عامة / أقلام الباحثين
02:13 AM | 2023-08-31 4195
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

البالغون الفتح في كربلاء: عبد الله بن عفيف الازدي (رضوان الله عليه)

وكان من خيار الشيعة وكان أفضلهم وكان قد ذهبت عينه اليسرى في يوم الجمل والأخرى في يوم صفين، وكان لا يفارق المسجد الأعظم يصلي فيه إلى الليل ثم ينصرف إلى منزله.

قال البلاذري: وخطب ابن زياد فقال : الحمد للَّه الذي قتل الكذاب ابن الكذاب الحسين وشيعته. فوثب عَبْد اللَّهِ بن عفيف الأَزْدِيّ ثُمَّ الغامدي، فلما سمع مقالة ابن زياد قال له : يَابْنَ مرجانة ، إن الكذاب ابن الكذاب أنت ، وأبوك ، والذي ولاك ، وأبوه يَابْنَ مرجانة ، أتقتلون أبناء النبيين ، وتكلمون بكلام الصديقين؟ !.

قال ابن أعثم: فغضب ابن زياد ثم قال : مَن المتكلم ؟ فقال : أنا المتكلم يا عدوَ الله! أتقتلُ الذريةَ الطاهرةَ التي قد أذهبَ اللهُ عَنها الرجسُ في كتابهِ وَتَزْعُمُ أنكَ عَلىٰ دينِ الإسلامِ ؟ وأعوانه ! أينَ أولادُ المُهاجِرينَ والأنصارِ لا يَنتَقِمُونَ مِنْ طاغيتِكَ اللَعِين ابن الَّلعينِ عَلىٰ لِسانِ محُمَدٍ نَبِي رَبِ العالمَينَ. قال : فازداد غضبا عدو الله حتى انتفخت أوداجه ثم قال : علي به ! قال : فتبادرت إليه الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد فانطلقوا به إلى منزله. ونزل ابن زياد عن المنبر ودخل القصر، ودخل عليه أشراف الناس فقال : أرأيتم ما صنع هؤلاء القوم ؟ فقالوا : قد رأينا أصلح الله الأمير إنما الأزد فعلت ذلك فشد يديك بساداتهم فهم الذين استنقذوه من يدك حتى صار إلى منزله. قال : فأرسل ابن زياد إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي فأخذه وأخذ معه جماعة من الأزد فحبسهم وقال : والله لا خرجتم من يدي أو تأتوني بعبد الله بن عفيف. قال : ثم دعا ابن زياد لعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن الأشعث وشبث بن الربعي وجماعة من أصحابه وقال لهم : اذهبوا إلى هذا الأعمى أعمى الأزد الذي قد أعمى الله قلبه كما أعمى عينيه، ائتوني به ! قال : فانطلقت رسل عبيد الله بن زياد إلى عبد الله بن عفيف، وبلغ ذلك الأزد فاجتمعوا، واجتمع معهم أيضا قبائل اليمن ليمنعوا عن صاحبهم عبد الله بن عفيف. وبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث وأمره بقتال القوم. قال : فأقبلت قبائل مضر نحو اليمن ودنت منهم اليمن، فاقتتلوا قتالا شديدا، فبلغ ذلك ابن زياد فأرسل إلى أصحابه يؤنبهم، فأرسل إليه عمرو بن الحجاج يخبره باجتماع اليمن عليهم. قال : وبعث إليه شبث بن الربعي : أيها الأمير ! إنك قد بعثتنا إلى أسود الآجام فلا تعجل قال : واشتد قتال القوم حتى قتل جماعة منهم من العرب، قال : ودخل أصحاب ابن زياد إلى دار ابن عفيف فكسروا الباب واقتحموه عليه، فصاحت به ابنته : يا أبت ! أتاك القوم من حيث لا تحتسب ! فقال : لا عليك يا ابنتي ! ناوليني السيف، قال : فناولته فأخذه وجعل يذب عن نفسه وهو يقول:

عـفيفُ شـيخي وابن اُمّ عـامرِ

 

أنا ابن ذي الفضلِ عفيفُ الطاهرِ

وبــــطـلٍ جـــــــدّلتهُ مــغـــــاورِ

 

كـمْ دارعٍ مـن جمعِهِمْ وحاسرِ

 

 

قال : وجعلت ابنته تقول : يا ليتني كنت رجلا فأقاتل بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة. قال : وجعل القوم يدورون عليه من خلفه وعن يمينه وعن شماله وهو يذب عن نفسه بسيفه، وليس يقدر أحد أن يتقدم إليه، قال : وتكاثروا عليه من كل ناحية حتى أخذوه. فقال جندب بن عبد الله الأزدي، إنا لله وَإِنا إلَيهِ راجِعُونَ! أخذوا والله عبد الله بن عفيف فقبح والله العيش من بعده. قال : ثم أُتِيَ بِهِ حَتى أُدْخِلَ عَلىٰ عبيد الله بن زياد، فلما رآه قال : الحَمْدُ لله الذِي أخْزَاكَ، فقال له عبد الله بن عفيف: يا عَدُوَ الله بِهذَا أخْزاني، وَالله لَو فَرَّجَ الله عَنْ بَصَري لَضاقَ عَليْكَ مُوِردِي وَمَصْدَرَي. قال : فقال ابن زياد : يا عَدُوَّ نَفْسِهِ ! ما تَقُولُ في عُثْمانَ بَن عَفْاَن رَضِيَ الله عَنهُ ؟ فقال: يَابْنَ عَبْدِ بَنيِ عِلاجٍ ! يَا بْنَ مَرْجانَة وَسُمَيةَ ! ما أنْتَ وَعُثْمانَ بْنَ عَفْانَ ؟ عُثْمانُ أَسَاءَ أَمْ أَحْسَنَ وَأصْلَحَ أَمْ أفَسْدَ، الله تَبارَكَ وَتَعالى وَليُ خَلْقِهِ يَقْضي بَينَ خَلْقِهِ وَبَيِنَ عُثْمانُ بن عَفْانَ بِالعَدِلِ وَالحَقِّ، وَلكِنْ سَلْني عَنْ أَبِيكَ وَعَنْ يَزيدَ وَأَبيه ! فقال ابن زياد : وَالله لا سَألتُكَ عَنْ شَيء أو تَذوُقَ المَوتَ، فَقالَ عَبدُ الله بن عَفْيِفٍ: الحَمْدُ لله رَبِ العالَمينَ ! أمْا إني كُنْتُ أَسألُ رَبّي عَزَ وَجَلَّ أنْ يَرزَقَني الشَهادَةُ وَالآنْ فَالحَمْدُ لله الَذي رَزَقَنْي إياهَا بَعْدَ الإياسِ مِنْها وَعَرَّفَنِي الإِجابَةَ مِنْهُ لي في قَدِيمِ دَعائي ! فَقالَ ابنُ زِيادٍ : اِضْرِبَوا عُنَقَهُ ! فَضُرِبَتْ رَقَبَتهُ وَصُلِبَ- رَحْـمَة الله عَليهِ-

قال البراقي: أمّا عبد الله بن عفيف الأزدي، فإنه دفن بالسبخة وقبره قريب من مقام يونس عليه السلام.

 

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp