8:10:45
حضور فاعل لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في معرض فني يوثق قيم زيارة الأربعين ندوة إلكترونية ... (النهضة الحسينية.....وابعادها الاجتماعية) مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر كتاباً يوثق ظاهرة الطلاق في ظل كثافة معدلات الزواج استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث الجار قبل الدار ... محمد جواد الدمستاني "فان فلوتن"... المستشرق الهولندي الذي حاول قراءة التشيّع من نوافذ بني أميّة "شهادات إنسانية"... وثيقة إنسانية نابضة من قلب كربلاء إلى ضمير العالم اعلان وظائف شاغرة مقتطفات من خطبة الجمعة لسماحة الشيخ الكربلائي الحفاظ على الهوية الاخلاقية للمجتمع 28 ذي 1440هـ رحالة برتغالي يروي من قلب كربلاء: بلد الزوّار والعرب وطيبة المناخ وماء الفرات المركز يقيم ندوة تحـــت عنوان "أثر العمل فـي تعزيـــز الوعي المجتمعي و مكافحـــة الأفكار المتطرفـة" عبر ندوة إلكترونية متخصصة... مركز كربلاء يسلّط الضوء على "المباهلة" كنموذج لوحدة الأسرة المؤمنة في مواجهة التحريف... "البالغون الفتح في كربلاء" يستخلص الحقيقة عن واقعة الطف حين كانت خندقاً دفاعياً حصيناً... كربلاء كما لم تعرفها من قبل!! بمناسبة حلول شهر محرم الحرام... مركز كربلاء للدراسات والبحوث يتشح بالسواد ويبدأ موسم الأحزان من جدران المختار إلى مشاريع البنى التحتية... التحولات الحضارية لمدينة كربلاء المركز يقيم ندوة علمية بعنوان "المياه في محافظة كربلاء المقدسة المشاكل والحلول" الإقرار بالربوبية ثم الاستقامة ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء للدراسات والبحوث يقيم ندوة حوارية تحت عنوان "أثر العمل في تعزيز الوعي المجتمعي ومكافحة الأفكار المتطرفة" "ملكنا فكان العفو منا سجيةً"... ديوان "حيص بيص" في مكتبة مركز كربلاء
اخبار عامة / أقلام الباحثين
06:50 AM | 2024-03-18 844
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

شهر رمضان ومفهوم التقوى

يرتبط مفهوم التقوى إسلامياً بكل القيم والمثل العليا؛ لذلك نرى النصوص القرآنية، والتوصيات والتأكيدات الواردة عن الرسول الكريم وأهل بيته عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه؛ قد أكَّدت على أن تكون التقوى هدفاً سامياً يسعى إليه الإنسان باستمرار طيلة فترة وجوده في الحياة؛ لتحقيق تكامله.
يقول الإمام علي عليه السلام في وصف التقوى: "مسلكُها واضحٌ، وسالكُها رابحٌ، ومستودعها حافظٌ، لم تبرح عارضةً نفسها على الأمم، الماضين منكم والغابرين؛ لحاجتهم إليها غداً، إذا أعاد الله ما أبدى، وأخذ ما أعطى، وسأل عَمّا أسدى، فما أقَلَّ من قَبِلَها، وحملها حقَّ حملِها، وهم أهلُ صفةِ الله سبحانه إذ يقول: (وقليلٌ من عباديَ الشكور) فاهطعوا بأسماعكم إليها، وألِظّوا بجدِّكم عليها، واعتاضوها من كل سلفٍ خلفا"
لو تأمَّلْنا في هذا الوصف العميق؛ فإننا سنكون أمام تأكيد وتأصيل يرسخ الحاجة الإنسانية للتقوى عبر ثنائية الدنيا / الآخرة، وهنا تكمن قيمة التكامل التي عادة ما يكون فهمها ــ وفق ثقافة سائدة ــ منقوصاً بترسيخ أنَّ الإنسان ينتهي بعد رحيله عن الحياة الدنيا، بينما نجد أمير المؤمنين عليه السلام يقول بحاجة الأمم للتقوى حتى بعد أن تنتهي الحياة (إذا أعاد اللهُ ما أبدى) في إشارة إلى المعاد، وكيف ستلعب تقوى الإنسانِ دوراً في سعادته الأبدية.
وإذا كانت التقوى ــ كمفردة ــ وردت في الأدبيات الإسلامية؛ إلا أنَّ ذلك لا يعني أن يتم اختزالها بالمسلمين دون غيرهم من الناس، فلو نقرأ في النص السابق للإمام علي عليه السلام في وصف التقوى نجد عبارة: (لم تبرح عارضةً نفسها على الأمم الماضين منكم والغابرين)، والأمم هنا مفردة شاملة تؤكد ارتباط التقوى بالمعنى الإنساني العام، دون اختزالها في حيز ديني محدد.

التقوى إذن: مفهوم إنساني شامل يؤدي بالإنسان إلى نتيجة سعيدة بعد أن يتحقق بأشكاله وصوره وصولاً إلى القيمة الأخلاقية العليا التي عبَّر عنها نبي الإسلام العظيم بقوله: "إنَّما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق" فالتقوى والأخلاق مفهومان متلازمان لا انفصال بينهما ويمثلان خلاصة القيم الأخرى التي يروى أن النبي صلّى الله عليه وآله قال عنها: جماع التقوى في قوله تعالى: "إنَّ اللهَ يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر" 
وليس هناك أنسب وأجمل من أجواء شهر رمضان المبارك لاستثمارها في تحقق التنشئة الروحية التي تمهد الطريق للوصول إلى التقوى. ومن المهم أن تبدأ التنشئة مبكراً من الأسرة حيث يتم ترسيخ قيم الخير والفضيلة في نفوس أولادنا مستثمرين وجود الشهر المبارك، وخلق حالة من التوازن بين الموروثات والعبادات المتعلقة بهذا الشهر، وبين ما تتيحه من تجديد للأفكار والانطلاق منها نحو بناء المستقبل، ولا بأس بابتكار سلوكيات جديدة تنسجم مع روح العصر ومستجداته، وبنفس الوقت لا تؤثر على الأخلاقيات التي نشأوا عليها.
ومثل هذا التوازن؛ لن يكون مستحيلاً فيما لو تحصَّلنا على الإرادة في فعل ذلك. إذ يمكن لنا بقليل من الإصرار ألاّ ندع المسلسلات التلفزيونية وغيرها من البرامج التي يُعتقد أنها ترفيهية تستحوذ على اهتماماتنا، بحيث تكون بديلاً عن بعض الممارسات المجتمعية التي تزيد من مساحة المحبة والتعايش، كصلة الأرحام، أو حضور الندوات والفعاليات الثقافية والفكرية النافعة. 

المصادر:
ـ عادل الصويري، شهر رمضان والتقوى، مقال منشور في شبكة النبأ بتاريخ 7/5/2019
ـ نهج البلاغة، الخطبة 191.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp