على عادته السنوية، أقام مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة وبالتعاون مع طرف باب السلالمة، مساء يوم السبت 8/3/2025، أمسية رمضانية بعنوان: (التراث الكربلائي في شهر رمضان) في ضيافة ديوان قبيلة خفاجة للمرحوم الشيخ عباس علوان الهر، بحضور جمع واسع من وجهاء ومثقفي ونخب المدينة.
أدار الأمسية سماحة الشيخ سليم الجبوري، مشيداً بدور مركز كربلاء وإسهاماته المستمرة في حفظ وتوثيق التراث الكربلائي، كما قدم الشكر والثناء لقبيلة خفاجة وشيخها العام الشيخ معزّ الدين عباس علوان الهر على حفاوة الاستقبال وحسن الاستضافة، مشيراً إلى دور هذه الأماسي في ربط ماضي المدينة بحاضرها.
وفي كلمة له في الأمسية، أكّد السيد مدير المركز الأستاذ عبد الأمير القريشي أنّ الهدف من إقامة الأمسيات الرمضانية هو إحياء تراث مدينة كربلاء المقدسة بتعدد ثقافاته، وذلك لتذكير الأجيال بهذا التراث الأصيل الذي يعدّ جزءًا من هوية المدينة. وأشار إلى أنّ الكثير من الأحداث والمواقف الكربلائية لم تدوّن بعد، مما دفع مركز كربلاء للسعي جاهداً إلى تدوينها لتضاف إلى سلسلة النتاجات التراثية للمركز.
وفي محاضرة قيّمة، تناول شيخ المؤرخين الكربلائيين السيد سلمان هادي آل طعمة، جوانب متعددة من الذكريات الرمضانية الكربلائية خلال العقود الماضية، حيث انعقاد المجالس الأدبية في دواوين المدينة التي كانت زاخرة بالحكم والمواعظ الدينية والأدبية والأخلاقية بحضور الشعراء والكتّاب والمثقفين، وبقاؤها منعقدة لساعات متأخرة من الليل. وتطرّق إلى عدد من المواقف والقصص الطريفة التي امتزجت بأبيات شعرية خلدتها في سجل الذاكرة الكربلائية.
ثم جاء دور المؤرخ الكربلائي الأستاذ حسين أحمد الإمارة، لينقل للحاضرين كيف كانت العوائل الكربلائية تستعد وتتهيأ لاستقبال الشهر الفضيل بترتيب المنازل وتنظيفها، والاستماع للقرآن الكريم. كما أشار إلى المجالس الحسينية التي كانت منعقدة طيلة أيام استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) وليالي القدر. وعرّج أيضًا على العادات والتقاليد الكربلائية المتنوعة لأهالي المدينة خلال الشهر المبارك.
وفي الختام، شارك الحاضرون بمداخلات قيّمة استذكروا فيها الأحداث والمواقف الكربلائية وواقع المدينة المقدسة في الماضي خلال شهر رمضان المبارك، مقدّمين خالص شكرهم لمركز كربلاء للدراسات والبحوث وديوان قبيلة خفاجة على إقامة هذه الأمسية الرائعة على حد وصفهم.