8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / كربلائيون
09:00 AM | 2025-01-20 178
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الدور الوطني لمؤتمر كربلاء في التصدي لاعتداءات الحركة الوهابية

في عام 1922م، واجهت الدولة العراقية الحديثة أخطر تهديد أمني منذ تأسيسها عام 1920م، تمثل في هجمات الحركة الوهابية التي استهدفت المدن العراقية عبر الصحراء، حيث مارست القتل والنهب مستغلة ضعف الجيش العراقي الذي لم يكن كافياً لتأمين الحدود، وأمام هذا التحدي، انعقد مؤتمر كبير في مدينة كربلاء المقدسة في مارس 1922م، بهدف مواجهة هذه الغارات الوهابية، أشرف على المؤتمر السيدان نور الياسري وعلوان الياسري، في وقت كانت الأزمة فيه في ذروتها.

برزت في الفرات الأوسط حركة وطنية قادها زعماء عشائر من بينهم الشيخ عبد الواحد الحاج سكر وعلوان الياسري، حيث عملوا على حشد العشائر العراقية واستنهاضها للدفاع عن العراق ضد الهجمات الوهابية،في هذا السياق، تواصل هؤلاء الزعماء مع علماء الدين في النجف وكربلاء، مثل السيد أبو الحسن الأصفهاني وشيخ الشريعة الأصفهاني، ونجحوا في تنظيم المؤتمر في كربلاء،حضره زعماء عشائر الفرات الأوسط ووجهاء المدن العراقية.

اتفق المشاركون في المؤتمر على وضع خطة للتصدي للاعتداءات الوهابية وضمان أمن البلاد، وتم إرسال برقية إلى الشيخ مهدي الخالصي في الكاظمية، مذيلة بتوقيع السيد أبو الحسن الأصفهاني والميرزا حسين النائيني، تحثه على دعم هذا الجهد، استجاب الشيخ الخالصي على الفور، وأرسل 150 برقية إلى رؤساء العشائر القاطنة على ضفاف دجلة والفرات وديالى، يدعوهم فيها للحضور إلى كربلاء في اليوم العاشر من شهر شعبان، كما أُرسلت برقية إلى الملك فيصل الأول، الذي أعرب عن تأييده الكامل لما يقوم به العلماء وزعماء العشائر، وأثنى على جهودهم.

بتوجيه من الشيخ الخالصي، تشكلت لجنة للإشراف على أعمال المؤتمر وتنظيمها، ضمت في عضويتها شخصيات بارزة مثل السيد نور الياسري وعلوان الياسري، أعدت اللجنة برنامج عمل متكاملاً، تضمن ثلاث عشرة مادة، وتم طباعته في إحدى مطابع بغداد.

في صباح الثالث عشر من أبريل عام 1922م، انعقد اجتماع عام في كربلاء المقدسة، وتحديداً في دار السيد الحائري، حضر الاجتماع علماء الدين، وزعماء عشائر وسط وجنوب العراق، وشيوخ من بعقوبة وسامراء، بالإضافة إلى وجهاء المدن، كما حضر الاجتماع ممثل عن الملك فيصل الأول ورجال الحركة الوطنية، ومن أبرزهم السيد علوان الياسري والشيخ عبد الواحد الحاج سكر، بلغ عدد الحاضرين أكثر من ألفي شخصية.

تمخض المؤتمر عن عدة قرارات رئيسية، أهمها:

  1. التصدي لهجمات الوهابيين على الأراضي العراقية.
  2. العمل على تجديد الثقة بسياسة الملك فيصل الأول.
  3. المطالبة بدفع ديات وتعويضات عن قتلى الهجمات الوهابية.

رغم أن المؤتمر كان يُظهر أهدافه في التصدي للاعتداءات الوهابية، إلا أن المندوب السامي البريطاني، بيرسي كوكس، كان يعتقد أن للمؤتمر أهدافاً خفية، أبرزها دعم موقف الملك فيصل الأول في مفاوضات معاهدة عام 1922م،لهذا السبب، بذل كوكس جهداً كبيراً لمنع الملك فيصل من حضور المؤتمر، لكن الملك أرسل برقية إلى المجتمعين عبّر فيها عن سعادته بالنتائج التي توصلوا إليها، وتمنى لهم التوفيق في حماية حدود الوطن.

كان لمؤتمر كربلاء دور محوري في تعزيز الوحدة الوطنية وتنسيق الجهود بين مختلف الأطياف العراقية لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية، الدور الفاعل لزعماء المشخاب، مثل الشيخ عبد الواحد الحاج سكر وعلوان الياسري، وعضويتهم في اللجنة التحضيرية التي صاغت القرارات الختامية، يعكس مكانتهم المهمة بين الأوساط الدينية والعشائرية والسياسية، ودورهم البارز في حماية أمن العراق وسلامته خلال تلك الفترة الحرجة.   

 

المصدر

مجلة العقيدة، العدد السادس، السنة الثانية، موقف الحوزة الدينية من الغزوات الوهابية، عبدالعال وحيد العيساوي، ص (425 – 432)

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp