8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / كربلائيون
08:51 AM | 2025-03-27 1357
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

حكايات من كربلاء..الحاج علي شاه وقصة ثرائه وأعماله الخيرية

كان الحاج علي شاه من أبناء مدينة الحسين في سفرة إلى الهند لغرض التجارة، لأنه يورد الأحجار الكريمة والمسابح الثمينة ليبيعها في كربلاء. وفي عودته من الهند إلى البصرة كان قد اختار طريق البحر سبيلاً لذلك، وصادف أن صاحبه في سفرته هذه أحد الركاب الهنود، وكان بحوزة كل منهما عبوة (بستوكة) مملوءة بـ (العنبة)، غير أن العبوة التي كانت بحوزة الهندي أصغر بكثير من العبوة التي كانت بحوزة الحاج علي شاه وصادف أن توفي الهندي أثناء الرحلة في الباخرة التي أقلتهما، وبحكم العادة رميت جثته في البحر، وتحرت إدارة الباخرة عن تركته، فعلمت أن جنسيته تشير إلى كونه من (الهندوس)، وأخبر الحاج علي شاه المسؤولين ان تركته هذه العبوة الصغيرة من العنبة، غير أنهم لم يقتنعوا بذلك، وأصروا على أخذ العبوة الكبيرة، وترك العبوة الصغيرة للحاج علي شاه، وهذا خلاف للحقيقة والواقع، لكن الحاج علي شاه رضخ لهذا الأمر، واستلم العبوة الصغيرة وظنّها خسارة في ذلك، لكنه ما أن وصل إلى البصرة وفتح العبوة في أحد الأمكنة ليأخذ منها على قدر حاجته مع وجبة الطعام، فوجىء بالعبوة وهي مملوءة بالمسكوكات الذهبية (ليرات)، فكانت ثروة طائلة بين يدي الحاج علي شاه لينفذ رغباته في خدمة الناس عامة، وزائري الإمام الحسين (عليه السلام) خاصة، لأنشاء المشاريع المهمة النافعة التي نال بها رضا الله ورضا الناس .

كان الرجل مترفاً في عيشه بعد ثرائه، حيث اتخذ له قصراً منيفاً في موقع ممتاز وسط البساتين النضرة على نهر الحسينية (الرشدية) في مقاطعة الحيدرية بكربلاء، وهو ذو طابقين، وكان فيه من آثار الذوق والريازه ما جعله مضرباً للأمثال، حيث قيل قابل عندك قصر حاج علي شاه ؟ .

وقد ذكر الواعون من الكربلائيين أن الحاج علي شاه كان ورعاً زاهداً متحلياً بالمناقب متمسكاً بالمبادىء الفاضلة، لذلك استغل امواله لعمل الخير. أما أبرز المشاريع التي قام بها هي كالآتي :

1- انشاء سقاية (سقاخانه) قرب سوق الصفارين القديم خارجة من داره وذلك في سنة1324هـ المصادف لسنة 1906م، وقد طلب من الشاعر الكربلائي السيد مرتضى الوهاب أن يؤرخ هذه السقاية فقال:

انشأ علي من مآثره

سقاية وردها من العسل

يجري بها الماء بارداً عذباً

من منهل بالرحيق متصل

باسم الحسين استهل تاريخاً

يفيض بالطف سلسبيل علي    1324هـ

وقد نقشت هذه الأبيات على القاشاني في جبهة السبيل المذكور .

2- خصصت مبالغ لختان الأطفال الفقراء، وتزويج السادة العلويين من سكنة هذه المدينة المقدسة.

3- إقامة مجالس العزاء في شهر رمضان المبارك.

4- إنشاء حمام خاص لطلبة العلم يغتسلون فيه مجاناً، يعرف بحمام حاج علي شاه الكائن في سوق الساعاتية، بعد أن كان يعرف قديماً بحمام حمزة بحر.

5- إطعام المشاة من الزائرين القاصدين كربلاء.

بعد وفاة الحاج علي شاه، واصل ابنه الحاج كاظم مسيرة والده في الأعمال الخيرية، حيث تكفيل بتكالف ختان أطفال السادة شهريا، واستمر في تنفيذ الوصايا التي أوصى بها والده، من مشاريع خيرية وأعمال إنسانية لخدمة المدينة.

 

 

المصدر

سلمان هادي آل طعمة،حكايات من كربلاء،الفردوس،بيروت،2006،ط1،ص27

Facebook Facebook Twitter Whatsapp