8:10:45
حضور فاعل لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في معرض فني يوثق قيم زيارة الأربعين ندوة إلكترونية ... (النهضة الحسينية.....وابعادها الاجتماعية) مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر كتاباً يوثق ظاهرة الطلاق في ظل كثافة معدلات الزواج استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث الجار قبل الدار ... محمد جواد الدمستاني "فان فلوتن"... المستشرق الهولندي الذي حاول قراءة التشيّع من نوافذ بني أميّة "شهادات إنسانية"... وثيقة إنسانية نابضة من قلب كربلاء إلى ضمير العالم اعلان وظائف شاغرة مقتطفات من خطبة الجمعة لسماحة الشيخ الكربلائي الحفاظ على الهوية الاخلاقية للمجتمع 28 ذي 1440هـ رحالة برتغالي يروي من قلب كربلاء: بلد الزوّار والعرب وطيبة المناخ وماء الفرات المركز يقيم ندوة تحـــت عنوان "أثر العمل فـي تعزيـــز الوعي المجتمعي و مكافحـــة الأفكار المتطرفـة" عبر ندوة إلكترونية متخصصة... مركز كربلاء يسلّط الضوء على "المباهلة" كنموذج لوحدة الأسرة المؤمنة في مواجهة التحريف... "البالغون الفتح في كربلاء" يستخلص الحقيقة عن واقعة الطف حين كانت خندقاً دفاعياً حصيناً... كربلاء كما لم تعرفها من قبل!! بمناسبة حلول شهر محرم الحرام... مركز كربلاء للدراسات والبحوث يتشح بالسواد ويبدأ موسم الأحزان من جدران المختار إلى مشاريع البنى التحتية... التحولات الحضارية لمدينة كربلاء المركز يقيم ندوة علمية بعنوان "المياه في محافظة كربلاء المقدسة المشاكل والحلول" الإقرار بالربوبية ثم الاستقامة ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء للدراسات والبحوث يقيم ندوة حوارية تحت عنوان "أثر العمل في تعزيز الوعي المجتمعي ومكافحة الأفكار المتطرفة" "ملكنا فكان العفو منا سجيةً"... ديوان "حيص بيص" في مكتبة مركز كربلاء
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
02:29 PM | 2025-05-31 293
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

كربلاء والثورة الصامتة... قصة الأحزاب السرية التي تحدّت العثمانيين والبريطانيين

كربلاء... مدينة الثورة والرسالة، لم تكتفِ بتاريخها الروحي، بل كانت في القرن العشرين أيضاً، معقلاً مبكراً للحراك السياسي الوطني منذ انبثاق أولى شرارات الوعي الشعبي عقب استفتاء عام 1919م، إلى تأسيس أحزابها السرية والعلنية التي واجهت الاستعمار العثماني والبريطاني بلا هوادة.

ولم تكن بداية الحراك الوطني في كربلاء، وليدة صدفة، بل كانت نتيجة مباشرة لتفاعلات سياسية داخلية وتوجهات فكرية إسلامية واجتماعية جديدة، حيث لعب المرجع الديني السيد الميرزا محمد رضا الشيرازي، الدور الأبرز في إطلاق هذا الحراك، بتأسيسه لجمعية إسلامية سرّية ضمّت عددًا من رموز المدينة ونخبها من أمثال السيد هبة الدين الشهرستاني، وحسين القزويني، وعبد الوهاب، وعبد الكريم العواد، وغيرهم.

كما لم يكن رجال الدين وحدهم في المواجهة، بل شاركهم ما عُرف بطبقة "الأفندية" والممثلة بضباط وموظفين سابقين في العهد العثماني، في دفع عجلة الوعي السياسي، رافضين المخطط البريطاني لترسيم شكل الحكم في العراق، مما جعل كربلاء من أوائل المدن التي احتضنت بذور المعارضة الوطنية، قبل أن تنتقل تأثيرها إلى النجف الأشرف، والكاظمية المقدسة وسواها.

وفي عام 1907، اجتمع لفيف من أحرار كربلاء في بيت الشيخ عبد الرزاق العواد ليؤسسوا حزب "الاتحاد والترقي"، في أول تجربة حزبية سرّية في المدينة، حيث ضمّت الهيئة المؤسسة شخصيات دينية وعشائرية معروفة، ورفع الحزب شعار "الحرية أولًا"، لكنه اصطدم سريعاً ببطش السلطة العثمانية، فاعتُقل عدد من أعضائه ونُفوا إلى الموصل ثم حلب لمدة تجاوزت 18 شهراً، قبل أن يُفرج عنهم بعد الانقلاب العثماني سنة 1909.

كما شهد عام 1922، ظهور "حزب النهضة العراقية" في مدينة الكاظمية، والذي انطلقت فروعه إلى مدن عدة منها كربلاء، وكان من أبرز أهدافه تأسيس دولة عراقية مستقلة بملكيتها ودستورها، دون تدخل بريطاني، ففي كربلاء، نشّط الحزب فرعه بقيادة محمد أمين الجرجفجي، وانضم إليه نخبة من المثقفين ورجال الدين مثل الشيخ هادي كمونة والسيد عبد الجليل آل طعمة، وعلى الرغم من حالة القمع السائدة آنذاك، استمر الحزب في التثقيف السياسي حتى بعد إغلاقه، وعاد للنشاط مع صدور جريدة "النهضة" سنة 1927، التي أُغلقت لاحقاً بسبب مواقفها المناهضة للمعاهدة مع بريطانيا.

أما في بغداد، فقد أُجيز "حزب الأمة" عام 1924 بقيادة نخبة من المحامين والحقوقيين، وسرعان ما أسّس فرعًا له في كربلاء، برئاسة الشيخ عثمان الحاج علوان، حيث تميّز هذا الحزب بطابعه الشبابي واهتمامه بقضايا التعليم والتجارة والزراعة، مع التزام صريح بالدفاع عن الاستقلال ووحدة العراق، وتبنّى مواقف حاسمة في أزمة الموصل وأول دستور عراقي عام 1925، وكان من أبرز المطالبين بتمثيل العراق دولياً كمملكة مستقلة.

وفي عام 1930 تأسس حزب الإخاء الوطني بقيادة رشيد عالي الكيلاني وياسين الهاشمي، وفتح فرعاً له في كربلاء بقيادة عثمان الحاج علوان، حيث ركّز الحزب في بيانه السياسي على مقاومة الفساد، وتوعية الشعب بالأخطار السياسية والاقتصادية، وكان مقره في محلة باب السلالمة ليكون منبرًا للتثقيف السياسي، ورغم توقف الحزب بعد انقلاب بكر صدقي عام 1936، فإن جريدته بقيت حية، توثق مواقفه الرافضة للاحتلال والتبعية.

ومع حلول ثلاثينات القرن الماضي، ظهرت التوجهات اليسارية في العراق، وكان من بينها الحزب الشيوعي العراقي الذي نشأت أولى خلاياه عام 1934 تحت اسم "لجنة مكافحة الاستعمار"، وكان لمدينة النجف التي كانت تابعة إدارياً لكربلاء، تمثيل بارز في تأسيس هذه الحركة.

فإلى جانب قدسيتها ومكانتها الدينية، كانت كربلاء في بدايات القرن العشرين مدينة لا تهدأ سياسياً، فمن السرية إلى العلن، ومن المقاومة السلمية إلى المطالبة بالدساتير، كانت المدينة دوماً في قلب الحركة الوطنية، وشكلت مثالاً على تلاقي الوعي الديني والوطني في مواجهة الاحتلال.

 

المصدر: إشراق الطائي، تيسير الخزعلي، الأحزاب والجمعيات السياسية في كربلاء من عام 1914-1945، بحث علمي، ص3-11.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp