8:10:45
عبر ندوة إلكترونية متخصصة... مركز كربلاء يسلّط الضوء على إعجاز الإمام علي "عليه السلام" في فن الإدارة والقيادة مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر كتاباً يوثق الذاكرة المحلية للحمّامات الشعبية في المدينة تناس مساوئ الإخوان تستدم ودّهم ... محمد جواد الدمستاني بين فيضانات الشرق وجفاف الغرب... جدلية الطبيعة في قلب كربلاء المقدسة في ندوة علمية متخصصة... مركز كربلاء يفتح ملف أزمة المياه على طاولة البحث والنقاش فقيه العراق وإمام إيران... الرحلة العلمية للشيخ البهبهاني بين كربلاء والكاظمية وكرمانشاه من "كفن نويس" إلى إنارة الروضة الحسينية... حكاية أسرة خدمت الحرم والتاريخ مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث تحتضن نسخة أصلية من كتابٍ هندسي بارز يعود لعام 1956 الغطاء النباتي في كربلاء... بين قسوة المناخ وسحر التوازن البيئي دعوة  انفوكرافيك من معالم مدينة كربلاء بين دفّتي (1400) صفحة من علوم الطب... "المرجع في الأمراض الجلدية" في مكتبة مركز كربلاء من قلب كربلاء إلى ضمير العالم... شهادات عن زيارة الأربعين في إصدار جديد لمركز كربلاء تهنئة..... عيد الغدير الاغر ليس العجب ممن نجا كيف نجا، و أمّا العجب ممّن هلك كيف هلك ... محمد جواد الدمستاني دعوة حراس الرسالة... من غار حراء إلى صحراء كربلاء كربلاء والبعد الثالث... قراءة عمرانية في عمارة العتبات الحسينية والعباسية قراءة في موسوعة الشيخ "محمد النويني" عن الحواضر العربية والإسلامية عظمة زيارة الإمام الرضا عليه السلام و يوم القيامة ... محمد جواد الدمستاني
اخبار عامة / الاخبار
07:38 AM | 2024-01-30 1795
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

ومضات فكرية المعجزة في القرآن

لأهلِ اللغةِ تعاريفُ متعددةٌ للمعجزةِ، وكلُّها تشيرُ إلى معنىً واحدٍ - مع الاختلافِ في التعبيرِ - وهوَ أنّ المعجزةَ فِعْلٌ خارقٌ للعادةِ، مقترنٌ بالتحدّي، يؤيِّدُ اللهُ تعالى به أولياءه  من الأنبياءِ والأوصياءِ؛ ليكون دليلاً على صِدْقِ دعواهم.
في القرآنِ الكريمِ آياتٌ عديدةٌ تتحدثُ عن حدوثِ قضايا خارقةٍ للطبيعة، ويعجزُ القلمُ عن تحليلِها على ضوءِ الطبيعة.
في قصةِ الطوفانِ الذي حدثَ في زمنِ نَبِيِّ اللهِ نوح (عليه السلام) غَمرَ الماءُ الكرةَ الأرضيةَ بكاملِها حتى الجبال، ولم يبقَ حيوانٌ ولا نباتٌ إلاّ ماتَ، سوى من كان مع نوحٍ في السفينةِ، واستُؤنِفت حياةُ الحيواناتِ والنباتاتِ من بعدِ الطوفان.
فمن أين جاء هذا الماءُ؟ وأين نضب الماءُ؟
فالقرآنُ الكريمُ يقول: "قيلَ يا أرضُ ابْلَعي ماءكِ ويا سماءُ أقْلِعي وغيضَ الماءُ / سورة هود آية ٤٤"
وهنا تأتي عِدَّةُ أسئلةٍ حولَ تكاثُرِ الماءِ في المرحلةِ الأولى من هُطولِ الأمطارِ، ومن "فوران التنّور" وكيفَ لم تفتحْ هذه المياهُ طريقَها إلى الأنهارِ، ومنها إلى البحار؛ حتى لا تغرقَ الكرةُ الأرضيةُ بكاملِها، ويغرق من فيها وما فيها؟
وفي قصة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) حيث أرادَ قومُه أن يُحَرِّقوه،  فجمعوا الحطبَ وأضرموا فيه النارَ، ووضعوا إبراهيمَ في المنجنيقِ ورَمَوْهُ في تلكَ النارِ العظيمةِ. " قلنا يا نارُ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم / سورة الأنبياء آية ٦٩"
فكيف سُلِبت طبيعةُ الإحراقِ مِنَ النار؟ وهل تشعرُ النارُ بخطابِ الله تعالى ؟
وغير ذلك عشراتُ الآياتِ التي تتحدثُ عن أمثال هذه الأمور الخارقة للعادة، والتي لا تفسير لها في قانون المادِّيات.
هذه نبذة من آياتِ الله البيِّنات، التي تتحدث عن خرق العادة والطبيعة، فهل يستطيع العلم الحديث تحليل هذه القضايا على ضوء الطبيعة والعادة؟
وهل يمكن للجيل الجديد - إن كان مسلماً - أن يشكَّ في كتاب اللهِ تعالى وكلامه؟
قد يقول بعض الناس : إنَّ العقل لا يؤمن بقانون المعجزات. ونحن نسأل : أيُّ عقلٍ هذا؟ هل هو العقل الطبيعي المادّي الذي لا يؤمن بالكتب السماوية  ولا يؤمن بالله وقدرته، ولا يؤمن إلاّ بالمادّة فقط؟
إنَّ هذا العقل ليس عقلاً، بل هو جهل، وليس معياراً ومقياساً حتى تُقاسَ عليه القضايا، وتُدرك به الحقائق.
ولا تقتصر المعجزات على الأنبياء فقط بل تشمل أوصياءهم، فهذا آصف بن برخيا وصيّ نبيّ الله سليمان (عليه السلام) أحضر عرش بلقيس الذي كان طوله ثلاثين في ثلاثين ذراعاً، وارتفاع ثلاثون ذراعاً من سبأ في اليمن إلى الأردن في طرفة عين.
أمّا أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وهم أوصياء رسول الل (صلى الله عليه وآله) وخلفاؤه، فإنَّ في مطاوي موسوعات الأحاديث كمية وافرة من المعاجز التي صدرت على أيديهم، وقد تجاوزت حد التواتر بحيث لا يمكن التشكيك بها لغزارتها. وكانت هذه المعاجز تصدر حسب الظروف، وكما تقتضيه الحكمة. 
يتبع

المصدر: السيد محمد كاظم القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، منشورات دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع 2008 / بيروت

Facebook Facebook Twitter Whatsapp