8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
اخبار عامة / الاخبار
01:38 AM | 2024-01-30 1783
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

ومضات فكرية المعجزة في القرآن

لأهلِ اللغةِ تعاريفُ متعددةٌ للمعجزةِ، وكلُّها تشيرُ إلى معنىً واحدٍ - مع الاختلافِ في التعبيرِ - وهوَ أنّ المعجزةَ فِعْلٌ خارقٌ للعادةِ، مقترنٌ بالتحدّي، يؤيِّدُ اللهُ تعالى به أولياءه  من الأنبياءِ والأوصياءِ؛ ليكون دليلاً على صِدْقِ دعواهم.
في القرآنِ الكريمِ آياتٌ عديدةٌ تتحدثُ عن حدوثِ قضايا خارقةٍ للطبيعة، ويعجزُ القلمُ عن تحليلِها على ضوءِ الطبيعة.
في قصةِ الطوفانِ الذي حدثَ في زمنِ نَبِيِّ اللهِ نوح (عليه السلام) غَمرَ الماءُ الكرةَ الأرضيةَ بكاملِها حتى الجبال، ولم يبقَ حيوانٌ ولا نباتٌ إلاّ ماتَ، سوى من كان مع نوحٍ في السفينةِ، واستُؤنِفت حياةُ الحيواناتِ والنباتاتِ من بعدِ الطوفان.
فمن أين جاء هذا الماءُ؟ وأين نضب الماءُ؟
فالقرآنُ الكريمُ يقول: "قيلَ يا أرضُ ابْلَعي ماءكِ ويا سماءُ أقْلِعي وغيضَ الماءُ / سورة هود آية ٤٤"
وهنا تأتي عِدَّةُ أسئلةٍ حولَ تكاثُرِ الماءِ في المرحلةِ الأولى من هُطولِ الأمطارِ، ومن "فوران التنّور" وكيفَ لم تفتحْ هذه المياهُ طريقَها إلى الأنهارِ، ومنها إلى البحار؛ حتى لا تغرقَ الكرةُ الأرضيةُ بكاملِها، ويغرق من فيها وما فيها؟
وفي قصة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) حيث أرادَ قومُه أن يُحَرِّقوه،  فجمعوا الحطبَ وأضرموا فيه النارَ، ووضعوا إبراهيمَ في المنجنيقِ ورَمَوْهُ في تلكَ النارِ العظيمةِ. " قلنا يا نارُ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم / سورة الأنبياء آية ٦٩"
فكيف سُلِبت طبيعةُ الإحراقِ مِنَ النار؟ وهل تشعرُ النارُ بخطابِ الله تعالى ؟
وغير ذلك عشراتُ الآياتِ التي تتحدثُ عن أمثال هذه الأمور الخارقة للعادة، والتي لا تفسير لها في قانون المادِّيات.
هذه نبذة من آياتِ الله البيِّنات، التي تتحدث عن خرق العادة والطبيعة، فهل يستطيع العلم الحديث تحليل هذه القضايا على ضوء الطبيعة والعادة؟
وهل يمكن للجيل الجديد - إن كان مسلماً - أن يشكَّ في كتاب اللهِ تعالى وكلامه؟
قد يقول بعض الناس : إنَّ العقل لا يؤمن بقانون المعجزات. ونحن نسأل : أيُّ عقلٍ هذا؟ هل هو العقل الطبيعي المادّي الذي لا يؤمن بالكتب السماوية  ولا يؤمن بالله وقدرته، ولا يؤمن إلاّ بالمادّة فقط؟
إنَّ هذا العقل ليس عقلاً، بل هو جهل، وليس معياراً ومقياساً حتى تُقاسَ عليه القضايا، وتُدرك به الحقائق.
ولا تقتصر المعجزات على الأنبياء فقط بل تشمل أوصياءهم، فهذا آصف بن برخيا وصيّ نبيّ الله سليمان (عليه السلام) أحضر عرش بلقيس الذي كان طوله ثلاثين في ثلاثين ذراعاً، وارتفاع ثلاثون ذراعاً من سبأ في اليمن إلى الأردن في طرفة عين.
أمّا أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وهم أوصياء رسول الل (صلى الله عليه وآله) وخلفاؤه، فإنَّ في مطاوي موسوعات الأحاديث كمية وافرة من المعاجز التي صدرت على أيديهم، وقد تجاوزت حد التواتر بحيث لا يمكن التشكيك بها لغزارتها. وكانت هذه المعاجز تصدر حسب الظروف، وكما تقتضيه الحكمة. 
يتبع

المصدر: السيد محمد كاظم القزويني، الإمام الصادق من المهد إلى اللحد، منشورات دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع 2008 / بيروت

Facebook Facebook Twitter Whatsapp