كربلاء المقدسة – في مشهد مهيب، وبمشاركة مليونية من المؤمنين من مختلف محافظات العراق وعدد من دول العالم إلى مدينة كربلاء الذين توافدوا لإحياء ذكرى عاشوراء ومشاركة الإمام الحسين (عليه السلام) مصابه الخالد، حيث تجسدت أسمى معاني الولاء والتفاني في "ركضة طويريج" الشهيرة.
وانطلقت الركضة ظهر العاشر من محرم، بعد أذان الظهر مباشرة، من قنطرة السلام – نقطة الانطلاق التاريخية – باتجاه مرقد سيد الشهداء (عليه السلام)، مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين، وسط هتافات مدوية تهزّ القلوب وتستنهض الأرواح: "يا حسين... لبيك يا حسين".
وشهدت المدينة استنفاراً أمنياً وخدمياً وتنظيمياً واسعاً من قبل العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، والدوائر الرسمية، وملايين المتطوعين الذين شكّلوا أعمدة الدعم اللوجستي والخدمي للزائرين، في مشهد يرسّخ عمق العلاقة الروحية التي تربط الشيعة بالحسين وقضيته العادلة.
وتُعدّ ركضة طويريج واحدة من أبرز مظاهر العزاء الحسيني، إذ يشارك فيها الملايين سنوياً، وهي ليست مجرد طقس شعائري بل تعبيرٌ حيّ عن نصرة الحق ورفض الظلم والفساد، واستذكار لتلك اللحظات التي هرع فيها أنصار الإمام للدفاع عنه وهو ينادي: "ألا من ناصرٍ ينصرنا؟".
كربلاء، في هذا اليوم، لم تكن مجرد مدينة، بل كانت قلب الأمة النابض بالحزن والعزيمة، وموكباً عظيماً للولاء يمتد عبر التاريخ، حيث يؤكد الزائرون كل عام أن الحسين لا زال حياً في الضمائر، وأن ثورته لا تزال منارة للأحرار في كل زمان.