شهدت دول أوروبية وأفريقية إقامة مراسيم عاشوراء المباركة بمشاركة لافتة من الجاليات الإسلامية، حيث برزت القواسم الروحية والإنسانية لقضية الإمام الحسين "عليه السلام" من خلال أجواء تأبينية ومجالس عزاء نظمّتها الجمعيات والمراكز الثقافية.

في قلب العاصمة البريطانية لندن، اجتمع المئات من أبناء المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي، لإداء شعائر العزاء متوشحين بالسواد في موكب انطلق من قلب مدينة الضباب، حيث اشتمل على خُطب ومجالس عزاء باللغتين العربية والإنكليزية، وترجمة فورية لخدمة الحاضرين والمهتمين من الجاليات الأخرى.

وفي مدينة لاهاي الهولندية، نظّمت المراكز الثقافية الإسلامية مسيرات جماهيرية، تضمّنت قراءات شجية لقصائد حسينية، وسط مشاركة حاشدة من الرجال والنساء وبمختلف الأعمار، كما شهدت ولاية ميشيغان الأمريكية حضوراً ميدانياً مماثلاً لإحياء هذه الذكرى الأليمة.

وفي عدد من دول غرب أفريقيا، ارتفع صوت السُمّاع لمراثي العزاء، فبدت الاجتماعات في ساحات مفتوحة شهدت إقبالًا واسعًا من المجتمعات المحلية، والتي حرص منظموها على الترجمة إلى اللغات المحلية وتقريب المعاني من خلال خطب وندوات عن نصرة الحق والوقوف في وجه الظلم.

هذا وقد أظهرت مراسيم عاشوراء حول العالم لهذا العام، توجّهاً واضحاً نحو دمج الطابع الثقافي الديني المحلي بالتعبير عن قضية الحسين "عليه السلام"، ما خلق حراكاً ثقافياً وإعلامياً عميقاً، وهو ما تتطلع الجاليات الإسلامية إلى تعميقه في الأعوام المقبلة، عبر إنتاج مواد إعلامية وثائقية، وتنظيم ندوة سنوية، مع تشجيع الترجمة والدراسات الاجتماعية لتحقيق فهم أوسع لمسيرة الإمام "عليه السلام" في العالم المعاصر.

style="position: relative; padding-bottom: 100%; height: 0; padding-bottom: 56.2493%;">