حكى الشيخ القرشي ان جلاوزة يزيد عمدوا إلى عقائل الوحي وأطفال الإمام الحسين الله فربقوهم بالحبال كما تربق الأغنام ، فكان الحبل في عنق الإمام زين العابدين عليه السلام إلى عنق عمته زينب عليها السلام ، وباقي بنات رسول الله ﷺ ، وكانوا كلما قصروا عن المشي أوسعوهم ضرباً بالسياط ، وجاءوا بهم على مثل هذه الحالة التي تتصدع من هولها الجبال ، فأوقفوهم بين يدي يزيد .
فالتفت إليه الإمام زين العابدين عليه السلام فقال له : « مَا ظَنُّكَ بِجَدْنَا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَو يَرَانَا عَلَى مِثْلَ هَذِهِ الحَالَةِ ؟ ! » ، فتهافت الطاغية ، ولم يبق أحد في مجلسه إلا بكى ، وتألم يزيد من ذلك المنظر المفجع فراح يقول : « قبح الله ابن مرجانة ، لو كان بينكم وبينه قرابة لما فعل بكم هذا .
ثم أمر الطاغية بالحبال فقطعت ، والتفت إلى زين العابدين عليه السلام فقال له : (أيه يا علي بن الحسين ، أبوك الذي قطع رحمي ، وجهل حقي ، ونازعني سلطاني فصنع الله به مارأيت)
فأجابه شبل الحسين عليه السلام بكل هدوء واطمئنان ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبراها ان ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لايحب كل مختال فخور)
وتميز الطاغية غضبآ وذهبت نشوة افراحه، وتلا قوله تعالى : ( ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم)
فقال له الإمام عليه السلام ( هذا في حق من ظلم لا في حق من ظلم)
وزوى الإمام عليه السلام بوجهه عنه احتقارآ له، واستهانة بشأنه
المصدر / موسوعة سيرة اهل البيت / الشيخ باقر شريف القرشي / ص ١٨٦