من أقصى الجنوب العراقي، انطلقت قوافل الزائرين سيرًا على الأقدام نحو كربلاء المقدسة، رغم بلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية تجاوزت الخمسين مئوية.
ووفقاً لتقارير صحفية محلية وإقليمية، فالمشاة، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، لم يُثنهم لهيب الشمس ولا وعورة الطريق، فيما غيّر بعضهم توقيت مسيرهم إلى ساعات الليل والفجر، لتتكيّف معهم المواكب الخدمية بتعديل مواعيد تقديم الطعام والخدمات، كي تبقى راية الحسين خفّاقة في عزّ القيظ.
وأشارت وسائل إعلام رافقت جموع السائرين، إلى أن من بينهم من يسير منذ 15 عامًا، وهناك من يقطع أكثر من 60 كيلومترًا في اليوم، وآخرون قدموا من أقصى مدن الجنوب ليبدأوا رحلتهم نحو سيد الشهداء، متحدّين حرارة الأرض، ومستحضرين حرارة كربلاء يوم العاشر.
هذا ومما لا شك فيه بحسب مراقبين، إن الأربعين ليست مجرد مسيرة بشرية تجاوزت حدود المعقول، بل تجديد للعهد، وتأكيد على أن نداء الإمام الحسين "عليه السلام" لا زال يدوي في ضمائر الأحرار.