بزيّهم الموحد، وعزمهم الذي لم توهنه السنين، وصل عشرات خدام العتبة الرضوية المقدسة من مدينة مشهد الإيرانية إلى أرض العراق، مشاركين في زيارة الأربعين، ولكن بطريقة غير مألوفة وهي على دراجاتهم الهوائية.
ووصفت وسائل إعلام عراقية وإيرانية، هؤلاء الزوار بإنهم كبارٌ في السن، صغارٌ في الروح، يتجاوز عمر أصغرهم الخمسين، ويتصدرهم شيخٌ بلغ الخامسة والسبعين. حيث تركوا خلفهم راحة السيارات، وركبوا الدراجات لمسافات شاقة، متحملين حرارة الصيف اللاهبة، حاملين حبّ الحسين في قلوبهم، وقوة الإصرار في أرجلهم.
وكان هؤلاء الخدام الذين اعتادوا خدمة زوار الإمام الرضا في مشهد المقدسة، قد أرادوا أن يُجددوا العهد مع إمامهم الشهيد، فشَقّوا الطريق من منفذ الشلامجة الحدودي في البصرة، قاطعين قرابة 645 كيلومتراً، ليحيوا الزيارة الأربعينية بطريقتهم الخاصة.
هذا ولم تقتصر محطاتهم على كربلاء، بل زاروا النجف، والكاظمية، وسامراء، والمدائن، وبلد، والدجيل... وكل بقعة احتضنت ولياً أو إماماً أو شهيداً.
وتعد هذه المشاركة السابعة على التوالي لهؤلاء الخدام في الأربعين الحسيني، مؤكدين إنهم يعتبرونها مجرد البداية وحسب، فطريق العشق لا ينتهي، ما دام هناك حسين، وزائر، وطريق.