في خطوة هندسية غير مسبوقة، أطلقت العتبة الحسينية المقدسة مشروعاً متكاملاً لتخفيف درجات الحرارة في المناطق الخارجية المحيطة بالصحن الحسيني الشريف، بهدف توفير أجواء أكثر راحة وأماناً للملايين من الزائرين الوافدين لإحياء زيارة الأربعين.
وكان المشروع الذي صُمم ونُفذ بأيدٍ عراقية، قد اعتمد تقنيات مبتكرة قادرة على خفض الحرارة بما يقارب (9) درجات مئوية، مع خطة وُصفت بأنها الأوسع والأكثر احترافية مقارنة بالسنوات السابقة.
هذا وقد تضمنت الخطة تزويد الصحن الحسيني بطاقة تبريد هائلة بلغت (9000) طن، إلى جانب نشر منظومات مراوح رذاذ تغطي الطرق المؤدية إلى الصحن الشريف، وتركيب منظومات تظليل ثابتة ومتحركة لتخفيف حدة أشعة الشمس.
كما جرى توزيع (3700) مبردة هواء في المسقفات والمواقع المستحدثة لإيواء الزائرين والمناطق القريبة من الصحن الشريف، حيث كانت جميع هذه المنظومات من إنتاج مصنع الوارث التابع للعتبة المقدسة.
ولإضفاء مزيد من الانتعاش على الأجواء، فقد تم نصب مدافع ضباب عند مداخل الشوارع الرئيسة المؤدية إلى الصحن، واعتماد تقنيات تظليل متحرك تسهم في ضبط مستوى الرطوبة والحد من انتشار الأمراض.
ولضمان كفاءة التشغيل، وزعت فرق متخصصة من المهندسين والفنيين للإشراف على المنظومات ومراقبة درجات الحرارة باستخدام أجهزة قياس حديثة.
تأتي هذه الجهود ضمن رؤية العتبة الحسينية لتأمين بيئة صحية وخدمات متكاملة للزائرين من داخل العراق وخارجه، بما يعكس اهتماماً متزايداً بتجربة الزائر ويعزز روح الضيافة الكربلائية المعروفة.