في أجواء امتزجت فيها قدسية الشعائر الحسينية مع العمق المعرفي، احتضنت كربلاء المقدسة بتاريخ 18-19 آب 2025، أعمال المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين، والذي نظمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، بمشاركة واسعة من أكثر من (25) دولة، وبحضور لافت للنخب الحوزوية والأكاديمية، إضافة إلى مشاركة (14) جامعة عراقية في مقدمتها "جامعة بغداد" العريقة.
المؤتمر، كما وصفه د. صادق الصحن مدير دائرة التخطيط في شبكة الإعلام العراقي في مقال له على مجلة الشبكة، لم يكن مجرد ملتقى أكاديمي، بل "منصة عالمية" جمعت بين الروح الدينية والرؤية العلمية، حيث ناقش الباحثون (142) بحثًا توزعت بين المحاور الإنسانية والاجتماعية والفكرية والفقهية، إلى جانب دراسات طبية وهندسية وتنظيمية تعنى بخدمة المسيرة المليونية.
ووفقاً لـ "الصحن" فقد أكد المؤتمر أن زيارة الأربعين لم تعد حدثًا دينيًا فحسب، بل غدت ظاهرة إنسانية كبرى تستقطب اهتمام الباحثين من مختلف أنحاء العالم، فيما شكّل الحضور العراقي ركيزة أساسية في إثراء الجلسات العلمية، بالتكامل مع البحوث الدولية التي جسدت الاهتمام العالمي المتنامي بهذه الظاهرة الفريدة.
وكان للحوزة العلمية حضور مميز أثرى النقاشات وأضاف إليها بعدًا روحيًا ومعرفيًا، ليكتمل المشهد العلمي والروحي في آن واحد.
ونقل المقال عن الأستاذ عبد الأمير عزيز القريشي، مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث ومدير المؤتمر، أن النسخة التاسعة واجهت تحديات غير مسبوقة بسبب الأوضاع الإقليمية والنزاعات التي حالت دون حضور بعض الشخصيات العالمية، غير أن التنظيم الدقيق ساهم في تجاوز هذه العقبات وضمان استمرار الزخم العلمي.
وأضاف القريشي أن المركز يعمل على تحويل الطروحات النظرية إلى توصيات عملية تُعرض على الجهات الخدمية والأمنية والصحية والنقلية، لضمان قابليتها للتطبيق، مؤكداً أن مخرجات المؤتمر تطبع وتنشر مباشرة لتصل إلى صنّاع القرار.
ووفقاً للمقال فقد خلص المؤتمر إلى توصيات استراتيجية، أبرزها إدماج القيم الروحية لزيارة الأربعين في المناهج الأكاديمية، وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة وتنظيم الحشود لضمان السلامة، وإنشاء قاعدة بيانات علمية موحدة للأبحاث والإحصاءات، إضافة إلى إطلاق برامج بحثية ومنح سنوية متخصصة، وتشجيع التعاون الدولي عبر شبكة من المراكز البحثية.