القيسارية كلمة رومانية الأصل، تطلق على سوق المدينة، وهي (تحريف قيصرية) نسبة إلى قيصر ملك الروم (يوليوس قيصر) وهي عبارة عن مبنى ذي حوانيت يقع في مركز المدن، استعمله الرومان لبيع السلع التي كانوا يتقاضونها من التجار كضرائب.
شيد الملوك والقياصرة الروس أماكن تجارية على شكل مجمعات في بلادهم وبلاد ما وراء النهر العظيم، عُرف بعضها بالقصيريات. ولقوة الروابط التجارية والتبادل السلعي بين العراق وتلك البلدان، ظهرت مثل هذه القيصريات التي هي بمثابة مجمعات تجارية. وقد حُرّفت في مدن العراق، ولا سيما مدينة كربلاء، إلى (قيساريات).
تبدو القيساريات في كربلاء مبانٍ تجارية تراثية شبيهة بالخانات من ناحية التخطيط المعماري، ولكنها تختلف عنها وظيفيًا. فهي بصورة عامة عبارة عن مبانٍ مستطيلة أو مربعة الشكل، وتشغل عادة الأماكن الواقعة خلف الحلات التجارية في الأسواق الفولكلورية القديمة.
تتألف القيساريات غالبًا من طابقين:
- الطابق الأرضي: يحتوي على ساحة داخلية واسعة يعلوها سقف، وتحيط بها الحوانيت التجارية بمختلف المهن والبضائع، وتكون مفتوحة على الساحة الداخلية، وأحيانًا تعلو واجهات هذه الحوانيت عقود (أقواس) مدببة أو دائرية الشكل مبنية من الطابوق (الآجر) والجص، وهي الطريقة المتبعة في إنشاء المباني.
- الطابق الأول: يضم غرفًا بمثابة مكاتب تجارية ومخازن أو ورش عمل.
ومن أبرز القيساريات الكربلائية: الإخبارية، أبو معاش، رضا الصحاف، الحاج علي الوكيل، الحاج مهدي العطار، شيخ الشريعة، وغيرها من القيساريات.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، الجزء الأول، ص 68، 2020،69، كربلاء.