تشير موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إلى أن اسم "الطف" هو من أقدم التسميات التي أطلقت على مدينة كربلاء المقدسة، كما ورد في معاجم الجغرافي الشهير "ياقوت الحموي"، والذي أوضح أن كلمة "الطف" أو "الطفوف" تعني كل أرضٍ تشرف على ريف العراق.
كما سُمّيت كربلاء بهذا الاسم وفقاً للموسوعة، لأنها كانت في بداياتها مجموعة قرى من أرض بابل تطل على هضبة العراق، فكانت "الطف" بما تحمله من معنى الإشراف والعلو.
ويرى بعض الباحثين أن الطف كانت تمتد حدودها من الأنبار إلى الحيرة، وسُمّيت كربلاء كذلك بهذا الأسم لأنها مشرفة على العراق، فيما كان العرب يطلقون على ضفاف الفرات اسم "طف الفرات".
وقد عُرفت هذه المنطقة بأنها بوابة أرض السواد، لما تمتاز به من خصوبة ووفرة في المياه، فكانت منذ القدم أولى محطات القبائل القادمة من جزيرة العرب إلى وادي الرافدين، ومعبراً إلى الحواضر الكبرى كبابل والحيرة، لتظلّ كربلاء منذ ذلك الحين عاصمة للقداسة وملتقى الحضارات.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية الشَامِلَةُ، المحور التاريخي، قسم التاريخ القديم، 2017، ج1، ص39.