إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
لا فرق في التحذير عن كبت الدوافع الفطرية بين الدواعي العالية - وهي الحكمية والاخلاقية - والدواعي الاعتيادية من سائر الرغبات الجسدية والنفسية التي خلق عليها الانسان. نعم يختلف التعامل اللائق والحكيم بينهما، حيث انه لا بد للمرء من تنمية الدواعي العالية وجعلها في موضع القيادة للنفس الانسانية حتى تكون أعمق واكثر تأثيراً فيها من سائر الدواعي..
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص267