إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

لا بد من الاستجابة الى الدواعي الاعتيادية لكن هنالك فارقين:

أولاً: انه لا بد أن تكون الاستجابة لها محدودة بحدود الحكمة والضمير فإن أبت النفس ذلك كان ذلك ابتلاء ابتلي به الانسان في الحياة من قبيل الامراض البدنية والنفسية.

ثانياً: إنه ينبغي للإنسان أن يراعيها على وجه معتدل ولا يسعى الى تنميتها لأنها في هذه النشأة وسيلة لا غاية، وتنمية الانسان لها لا يحقق لها مرتبة إضافية من السعادة النفسية.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص268