إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

وليعلم أن ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى لا يلغي مراعاة النوازع الفطرية الفضيلة كحقوق الناس، بل المراعي لها أفضل من المهمل لها، تقديراً لسلامة عقله واستجابته لفطرته، فمن ترك المساءة إلى أبويه لأن الله سبحانه وتعالى نهاه عن الإساءة إليهما ولعظيم حقهما عليه كان أفضل وأنبل ممن ترك المساءة إليهما لأن الله سبحانه وتعالى نهاه فحسب، ويقول: إنه لولا ذلك لم يرعَلهما حرمة ولاحقاً.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص130