إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

إياك أن تعتذر عن التأسي بهم برفعة مكانهم وعلو شأنهم، فأن ذلك كلمة حق يراد بها باطل، وهي من تلبيس الشيطان وأحابيله، فراراً عن العمل وهروباً عن الاقتداء، ولا محيص للمؤمن من أن يمشي في صراطهم ويقتدي بفعالهم ويطأ عقبهم، فإن لم يستطع بلوغ مبلغهم واللحاق بهم فإن عليه ان يعتذر لله من نفسه بمتابعتهم بورع واجتهاد وعفة وسداد.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص94