إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
الغنى النفسي، والمراد به استغناء النفس عن الازدياد من الطلبات المادية وقناعته ويسير منها، فإن ذلك مما يورث راحة في النفس وسلامة من القلق والاذى، فكم من امرئ يعيش في إمكانات واسعة كالقصور يحز في نفسه فقدان شيء يجده لدى الآخرين مما يجعل حياته نكداً، وآخر يعيش في قرية عيشة متواضعة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص102