إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أن يستعين الانسان بالنظر دوماً الى من هو دونه، وكيف يعيش في كفاف من غير هم ولا نكد، ولا يستغرق في من يتميز عنه في بعض إمكاناته فيوجب ذلك تنافسيه في عرض هذه الحياة وزبرجها، وقد علم أن من ابتلى بحب متع الدنيا لم يقنع بشيء منها، فهي كمثل الماء المالح لا يشربه الظمآن إلا ازداد عشاً، فإذا كان الإنسان طموحاً في الدنيا لم يزل يشعر بالحاجة الى مزيد منها، فلا يتصف بالاستقرار مهما أوتي منها.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص108