إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان الدنيا ليست دار استقرار وإنعام، وانما هي وعاء للتعلم والتربية، حتى يتعرف كل على حقيقة نفسه والمشهد الذي حوله وعاقبته، ويبني نفسه من خلال التربية على القيم الفاضلة فيستقر كيانه على وفق ما بناه، ويستنتج ثمار ذلك في ما بعد هذه الحياة، وذلك أمر لا ترديد فيه، فليجمع المرء أمره وليجد جده وليكن ناصحاً لنفسه، آخذاً بأسباب العقل والبصيرة، والله المستعان.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص159