إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان الإنسان بحسب الرسالات الإلهية كائن عاقل مخلد، خلقه الله سبحانه وتعالى لمعرفته والوقوف على عظمته، بدأ خلقه جنيناً نفخ فيه الروح، بعد استعداده لاستقباله، فجعله بذلك مكوناً من روح وجسد، ولا يفنى بفساد جسده بالممات بل تبقى روحه موجودة تنتظر إعادته في نشأة أخرى.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص164