إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان الإنسان في هذه النشأة الدنيا يتكون من جزئين: نفس وجسد، فالنفس هي الجزء الذي يكون محلاً للأفعال والانفعالات الإدراكية والشعورية، مثل التفكير والتذكر والهم والفرح ونحو ذلك، كما إن الجسد هو الجزء الذي يكون محلاً للفعل والانفعالات الفيزيائية والكيميائية.

وتنطبق النفس على وفق ما تقدم في الحقيقة الاولى على الروح، الذي مر أن وجوده ليس مرهوناً بالجسد، إلا أنهما في هذه النشأة ممتزجان متفاعلان كشيء واحد، كما يتمثل في أمور وظواهر عديدة معروفة..

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص165