إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
إن العوارض السلبية الأخلاقية متى احتمل المرء نشأتها عن اختلال جسمي بالأصالة كان عليه أن لا يقتصر على اتخاذ الأساليب التربوية في معالجتها، بل يتوسل الى ما يسره الله تعالى من المعالجات الدوائية المناسبة، فإن الله سبحانه جعل لكل شيء سبباً ولن تتعالج المسببات إلا من جهة أسبابها.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص167