إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

تحصيل السعادة الكبرى ــــــ الناظرة إلى ما وراء هذه الحياة ــــــ لنفسه، ومن ثم كان عليه أن يتأمل هذا العالم بنحو عام ومجموع مسيرته هو بنحو خاص تأملاً جامعاً، يشخص ويختار الوجه الاجمع لسعادته، استمداداً مما جعله الله في باطنه من قوة التفكير والتعقل، ومن نداء الوجدان والضمير، واستعانة بما جاء في رسائل الله تعالى إليه مما خاطب به خلقه في بيان ما أبهم منه، وتوضيح ما خفي عنه.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص168