إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

على المرء أن يتحمل مسؤوليته عن افعاله، وليحذر من أن يوهم نفسه بالاعتذار عنها أو الاستدلال على صوابها بأنها قضاء من الله سبحانه وقدر، فإن ذلك من شبهات النفس وتسويلات الشيطان، لأن ذلك لا يسلب اختيار الإنسان، ولا يرفع عنه استحقاق المدح والثناء أو اللوم والعقاب.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص174