إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ينبغي أن يحذر المرء من أن ينسب ما يترتب على اختياره إلى الله سبحانه بما ينفي مسؤوليته عنه ضمناً ويجعله قادراً محتوماً كما ينفق من بعض الناس لغرض تبرئة أنفسهم عن نتائج افعالهم، فإن ذلك يكاد يكون من قبيل الافتراء على لله سبحانه وتعالى، فإنه لا فرق في حرمة الافتراء وعظيم خطره بين الافتراء في التشريع أو التكوين.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص175