إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان ينسب تقدير الاشياء المقننة إلى الله سبحانه حتى كأنها خوارق للعادة، وهذا خطأ فاحش يؤدي إلى إعاقة تطور العلم وتقدمه وهو غفلة عن أن الله سبحانه وتعالى بنى هذا الكون على نظام الاسباب والمسببات وعلى الانسان ان يكتشف الانظمة الرابطة بينها حتى يتمكن من الانتفاع الأكمل بما يختزنه الكون من طاقات وإمكانات وقابليات، وليس الاستناد الى الله سبحانه بديلاً عن الحاجة إلى اسباب.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص176