إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أن اختيار العمل للإنسان ــــــ التي تستوجب تحميله لمسؤولية العمل ويستتبع استحقاقه جزاءً عقابياً ــــ لا تكفي فيها ممارسته للعمل عن إرادة طوعية، بل تتوقف على اقترانها بدرجة مقبولة من الرشد والوعي الكافي لتحميل المرء مسؤولية عملة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص177