إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
قد يتفق أن تكون اختيارية تصرف ما من قبيل الاختيار البعيد دون القريب، بمعنى أن المرء لو توجه توجهاً منهجياً صحيحاً ونظم نفسه على أساس حكيم لم يصدر منه هذا التصرف الخاطئ في حينه، ولكنه لو ترك ذلك لم يتأت له أن يملك نفسه حينما يواجه حدثاً معيناً، فيحصل منه رد فعل خاطئ بغير اختيار منه، وقد علم بالوجدان أن اكثر تصرفات الإنسان انما تصدر منه من مرتكزاته النفسية (في مرحلة اللاوعي) بنحو سريع دون مكث وتأمل.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص178