إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
قد يرصد الإنسان شعوراً ما ولكن يشتبه في تحليل منشئه فيجد من نفسه شعوراً فعلياً تجاه شخص أو شيء ولكنه يرى أن هذا الشعور نما هو لخصوصية ما تكون نبيلة على الأغلب مثل صفائه وأخلاقه وسلوكه ودينه والتزامه، ولكنه في الحقيقة لخصوصية أخرى هي غالباً رغبة إنسانية اعتيادية من قبيل جماله وجاهه وثروته وما الى ذلك.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص243