إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ما فُطرِ عليه من حب الاطلاع والاستطلاع، حيث يلاحظ بالوجدان أن من جملة الدوافع الفطرية للإنسان هو الاستطلاع عن الأشياء والبحث عنها ومحاولة استكشافها وتحليلها وتفسيرها وتفكيك رموزها. وهذه الرغبة خادمة لسائر الرغبات، لأنها تتحرك في اتجاه جميع الحاجات الجسدية والنفسية والمعنوية.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص184