إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

العلم بالحقائق الكبرى في الحياة – التي تتمثل في اصول الدين- لانها تمثل الحق الاكبر فيها، وهو حق الله سبحانه وتعالى، ويضمن للإنسان السعادة الكبرى.

ولكن القيمة العالية لهذا العلم مشروطة بأن ينتفع بهذا العلم ويتبصر به حتى يبرمج حياته وتصرفاته على اساس مقتضيات تلك الحقائق، ويكون ذلك تفلسفاً محضاً وتأملاً بحتاً لمجرد الاستطلاع والاستئناس والبحث لذاته، او لغايات اخرى، فإن من كانت غايته بالبحث عن تلك الحقائق مثل هذه الامور لم يترتب عليه الا ما قصده منها، ولا ينتفع بعظيم آثار المعرفة بها ونتائجها.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص185