الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام، هو الإمام الحادي عشر من أئمة الشيعة الاثني عشرية، وقد لقّب بالعسكري لفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى أبيه (عليهما السلام) من قبل السلطة العباسية في سامراء التي كانت يومها معسكراً للجند، والدته السيدة الجليلة (سوسن)، وكانت تسمّى بـ (سليل) و(حُديث) أيضاً. وقيل عسفان وكانت من العارفات الصالحات وفق بعض من ترجم حياتها
ولد الإمام أبي محمد عليه السلام في المدينة المنورة يوم العاشر من ربيع الآخر سنة 232 للهجرة، وقيل في 8 ربيع الثاني، وهناك من قال في الرابع منه وعاش (28) سنة. وهناك من ذهب أنه (عليه السلام) ولد سنة 231 هجرية.
كان الإمام يعيش - باستثناء المدة التي أودع خلالها السجن - حياته كسائر الناس ظاهراً رغم الرقابة المفروضة عليه من قبل السلطة العباسية التي رصدت كافة حركاته باعتباره يعيش الإقامة الجبرية في مدينة فرض عليه العيش فيها وترك موطنه الأصلي في المدينة المنورة.
الهدف من تشديد المراقبة على الإمام عليه السلام وعدم السماح له بالاتصال بأتباعه والمقربين منه، خشية الخليفة العباسي من التفاف الموالين للإمام (عليه السلام) حوله.
من هنا كانت الشيعة تواجه مشكلة في الاتصال بالإمام (عليه السلام) حتى أن البعض منهم كان يستغل بعض المناسبات والفرص لمشاهدته، فقد جاء في الرواية عن بعض شيعة الإمام أنّه قال: "وخرج السلطان إلى صاحب البصرة، فخرجنا نريد النظر إلى أبي محمد (عليه السلام)، فنظرنا إليه ماضياً معه وقد قعدنا بين الحائطين بسر من رأى ننتظر رجوعه" وقد اعتمد الإمام أسلوب المكاتبة الذي يعدّ في حينه من أفضل وسائل التواصل مع شيعة الإمام وأتباعه.
وفي بداية شهر ربيع الأول من سنة 260 هـ، مرض الإمام العسكري (عليه السلام) من أثر السم، واستشهد يوم الجمعة في الثامن من الشهر نفسه سنة ستين ومائتين، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه الإمام الهادي (عليه السلام). المكان الذي يشتهر اليوم بـحرم العسكريين.
المصادر
1. عبد الوهاب، عيون المعجزات ص 123.
2. سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 502.
3. الكليني، الكافي، ج 1، ص 503.
4. النوبختي، فرق الشيعة، ص 105.