إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

أن الانسان خطاء، وهذا ما يوجب التفاته الى اغلب مدركاته المتعارفة ليست هي  علوماً يقينية نسبة (100%) وانما هي اطمئنانات نفسية على أساس احتمالات قوية، ومن ثم يصح القول إن رأي الإنسان عموماً صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب، وان اعتماد الإنسان على كثير من مدركاته إنما هو من منطلق توقف حياته على ذلك وإلا اختل نظام حياته وابتلي بالوسواس.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص187