إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
الآفات الاخلاقية التي تصيب العلم ولزوم الحذر منها، وفيه بيان علاقة العلم بالاخلاق، ودور الاخلاق في صانة العلم.
ان أسباب الخطأ الذي يحصل في إدراكات الانسان على نوعين:
الاول الاسباب العلمية، حيث قد يخطئ المرء في مقام التفكير العلمي من حيث لا يحتسب، من جهة قصور أدواته الذهنية، اذ ليست أدوات الانسان لتحصيل العلم أدواتاً مصونة عن الوقوع في الخطأ، بل هي عرضة لذلك.
الثاني: الاسباب النفسية الاخلاقية من قبيل الميول والاهواء والملهيات وسائر الطباع الذميمة، فإنها تؤدي الى وقوع المرء في خطأ.
وهذا النوع من الاخطاء تكون الصيانة عنه منوطة بالتربية الاخلاقية للنفس حتى تسلم من العيوب التي توجب الوقوع فيها، والخطأ الناتج عن هذه الاسباب خطأ مذموم لا يعفي المرء من استيجاب العتاب والعقاب عليه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص188