إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

من المهم جداً للمرء في الحياة أن يعمل على تخليص علمه ومتبنياته عن الآفات التي تلحقها، لا في الحقائق الكبرى فحسب بل في عامة أقواله وتصرفاته فإن كلها تتوقف على العلم، فإذا قال المرء قولاً ـــــ اياً كان مضمونه ـــــــ فقد أخبر عن شيء إخبار من يزعم العلم به، فإن لم يكن قد تحرى الصواب كان ما قاله قولاً بغير علم أو كذباً أو اتهاماً، وان تصرف تصرفاً فهو مبني على علمه بما يسوغ هذا التصرف، فإذا لم يكن قد تحرى في علمه الصواب فأخطأ كان تصرفه واقعاً في غير محله فيكون مذموماً.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص189