إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ليعلم أن هناك مساحات متشبهة لحكم الفطرة اما في أصلها أو في كون حكمها على سبيل الإلزام أو الترجيح المحض فلا يخوضن امرؤ فيها بالرأي والاستحسان فربما فرط أو أفرط وبالغ، بل ينبغي الرجوع فيها الى رسالة الله سبحانه الى خلقه، فإنه تعالى اعلم بنفس الانسان وكواامنها.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص221