إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان حقيقة هذا النزاع ليس بين هذه الشهوات وما يضادها، بل بين المستوى الحاضر الجامح منها وبين المستوى الغائب والمستقبلي منها، وذلك لأن تقييد الحاضر منها إنما يكون لصالح ما يرجى منها لاحقاً، فمن يكف عن تحصيل المال والجاه بوسائل غير مشروعة يضمن بذلك سعادته المادية في هذه الحياة نوعاً، وكذلك سعادة مجتمعه العائدة بالنفع عليه، كما يضمن سعادته المادية في ما بعد هذه الحياة.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص238