إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان من اهم وجوه الاختلال في الإدراك ما يتعلق بإدراك الانسان بدوافعه ونياته، لأن الدوافع بطبيعتها أمور كامنة، وكثير منها ينبعث عن العقل الباطن ومرتكزاته الخفية، مما يحتاج الى مزيد تحليل واستبطان واختبار من المرء لنفسه.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص241