إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
وليعمل أن أخوف ما يخافه المعنيون بتزكية أنفسهم هو أن تخفى عليهم حقيقة مشاعرهم ونياتهم ومن ثم لم يزالو يخفون أعمالهم الصالحة ــــ غير الفرائض ــــ وهم على وجل منها ويعوذون الى الله سبحانه من الرياء والنفاق، ويسألونه الإخلاص في العمل كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف المتقين: ((لايرضون من أعمالهم القليل. ولا يستكثرون الكثير. فهم لأنفسهم متهمون. ومن أعمالهم مشفقون. إذا زكي أحدهم خاف مما يقال له .. فمن علامة أحدهم .. يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل)).
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص245