إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.

ان من المشاعر الفطرية ما يهدي الانسان الى ما وراء الغيب والايمان بالله سبحانه والدار الاخرة.

 فمن القريب انطواء النفس الانسانية عليها، ذلك أن الذي تقتضيه المشاعر الوجدانية والمعلومات التاريخية والرسالات الإلهية أن الانسان مفطور على الشعور بالحاجة الى موجود أعلى يتوجه إليه ويستمد منه، لا سيما في أوقات الاضطرار والمعاناة، فهذا الشعور أمر مزروع في كيان الانسان، ومن ثم فإن ايمانه بالغيب ليس أمراً مجافياً لطبيعته، بالحاجة الى عاطفة الأم الذي يشير الى أن نظام الخلقة كفل له أما ذات عواطف متبادلة معه  بحيث تحتضنه وتعتني به.

المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص247