إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
وهكذا الحال في كثير من الامور التي يتلقاها الانسان مبكراً بالتعليم والتربية، فإن لها جذوراً في النفس، ولكنها تتوجه بالوجهة التي يربى عليها، ومن ثم قد يتعذر على المرء إجراء اختبار وجداني لما هو كامن في عمقه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص249