إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
لا يبعد أن يُعدّ شعور الانسان بوجود قوة غيبية شعوراً فطرياً زود به المرء ليكون داعماً لإدراكه العقلي بوجود الله سبحانه من خلال التأمل في الكائنات الموجودة وبديع صنعها وخلقتها، وجاذبة له إليه سبحانه وتعالى، كما كانت المشاعر الفطرية الأخرى داعمة لإدراكات عقلية.
ولعل هذا منشأ تذوق الانسان التام للإيمان بالله سبحانه والخضوع له واندماجه التام مع الاذعان بالغيب.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص250